Quantcast
Channel: Jadaliyya Ezine
Viewing all 6235 articles
Browse latest View live

الشباب والثورة: فقدان الوجهة

$
0
0

كان عام 2005 هو العام الذي تصاعدت فيه مطالب التغيير، وشهدت فيه مصر في عهد نظام مبارك حركة غير مسبوقة في الشارع من أجل إصلاح النظام السياسي ومنعه من ارتكاب خطيئة التوريث، وشهدت البلاد مواجهة بين النظام والمعارضة التي حركت ركودها حركات اجتماعية مثل كفاية وغيرها، كان موضوع هذه المواجهة تعديل المادة 76، ثم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والصراع من أجل استقلال القضاء، كان هذا العام هو اول أعوامي في دراسة العلوم السياسية في جامعة القاهرة، وقد مسني الحماس الذي خلقته كل هذه الأحداث التي أثبتت قدرة النظام الفائقة على احتواء مطالب التغيير ليصبح أكثر قدرة على القمع وهي صفات لصيقة بنمط الديمقراطيات الورقية. بهذه المهارة مرر النظام تعديلات 2007 الممهدة للقضاء على الجمهورية، وهو ما أثبت انسداد أفق التغيير السياسي. وأثبتت قطاعات من المجتمع أنها غير راغبة في التغيير أو تخشى أي تغيير قد يفتح الباب على ما لا تستطيع تداركه، ألقيت باللوم على المجتمع الأولى بالإصلاح، فكل تغيير سياسي يجب أن يسبقه تغيير اجتماعي يحافظ عليه ويعمقه؛ كانت هذه الفكرة راسخة أن النظام ليس فاسدًا فحسب بل هو مُفسد، وقد استطاع أن يدمج قطاعات عريضة من الشعب داخل هذه المنظومة أي أنه وسع من قاعدة مصالحه الاجتماعية وصارت هذه القطاعات في خشية شديدة من أي تغيير قد يطيح بهذه المصالح. وهو ما أطلقت عليها "مصالح صغرى"

مع نجاح الثورة في تونس ووصول تباشيرها إلى مصر، خشيت أن تكون هذه المصالح الصغرى هي العائق أمام اندلاع الثورة في مصر، فقد أعقب الإحباط السياسي حركات احتجاجية واسعة وإضرابات عمالية مستمرةـ كان أشهرها وأعظمها إضراب المحلة 2008 غير أنها حدثت كما لو كانت في جزر منعزلة فلم تفت في عضد النظام الذي زاوج بين التعامل الأمني والاقتصادي معها، ولم تزده إلا طغيانًا ولم تستطع المعارضة أن تدعمها سياسيا أو أن تدفعها نحو أن تكون نواة لحركة اجتماعية عريضة تدفع النظام نحو الإصلاح أو نحو السقوط، وما حدث هو تخلي تنكر اجتماعي وسياسي لها. وفي الحقيقة لم يكن المجتمع بهذا الموات الذي تصورته، فهناك ثقافة تتكشل تحت هذا الغطاء السميك من الاستقرار، ويحمل جيل جديد أنتسب إليه وإن لم أشعر بما يحمله من إمكانيات للتغير ونقل المعركة مع النظام من الإصلاح المحدود إلى التغيير الشامل. وما إن سالت الدماء وسقط شهداء حتى أصبح الالتحام بجسد الثورة أمرًا تحتمه المسؤولية والأخلاق، شاركت في الثورة بصفة فردية وتركت في الـ18 يومًا ما تصورته من نظريات جامدة غير أن آملت أن يكون هذا الذي لمسته في الميدان بداية ثورة اجتماعية حقيقة، غير أن الطريق إلى هذه الوجهة كان ولا زال بعيدًا.         

الثورةُ نصٌ تتعدد قراءاته وتخلق كل قراءة له معانٍ مختلفة، والثورة المصرية في إحدى معانيها هي ثورة جيلية، قادها جيل من الشباب وكان وقودها في مواجهة جيل آخر يأبي أن يترك قبضته على مقدرات البلاد، ومنذ بداية الثورة التصق بها أنها ثورة الشباب، وظهر مصطلح شباب يناير وغيره من المصطلحات الشائعة إعلاميًا وسياسيًا مُعبرة عن شبابية الثورة، غير أن هذه الثورة في علاقتها بالشباب لا تختلف كثيرًا عن أي ثورة شاملة سابقة أو لاحقة، فالأجيال الجديدة تحمل رؤى ومطالب تختزن ضرورة  "التغيير الجذري" وتجديد المجتمع بما يشكل انقطاعًا عن رؤى الأجيال السابقة عن علاقاتها بالسلطة والدولة وبناء المجتمع. 

كان الفشل السياسي الذي أشرتُ إليه سابقًا هو تعبيرٌ عن فشل الأجيال اللاحقة المسيطرة على الحياة السياسية سواء داخل النظام أو في المعارضة العاجزة عن تطوير أي استراتيجية للتعامل مع المجتمع، والقابلة بأي مساحة ولو صغيرة يمنحها النظام لها للحركة والفعل. كان الخروج من أسر هذا السيناريو يعني أخذ زمام المبادرة من النظام ثم بإزاحته، وهذه الاستراتيجية كانت تستلزم فكرًا جديدًا وثوريًّا. وبالفعل جسدت الحركات الشبابية هذه الاستراتيجية التي أشعلت فتيل الثورة.

صُنفت الحركات الشبابية حاملة الثورة أنها حركات اجتماعية، حيث إن السيولة واللامركزية الشديدة هي سمتها الرئيسية وهي المنطق الحاكم لحركتها، فنحن أمام ائتلافات ومبادرات وأحزاب ذات عناصر شبابية في أغلبها وهي متجاوزة للطيف الأيديولوجي، وبعيدة عن التصنيف السياسي، و معولمة في ثقافتها وأدواتها ومتشربة لأفكار الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، فهي حركات تغيير راديكالي جسدت مطالبها وجهة الثورة المرتبطة بتغيير بنية الدولة وسياستها الأمنية والاقتصادية والديمقراطية، وهو ما عبر عنه شعارات الثورة "العيش والحرية والكرامة الإنسانية".

 قادت هذه الحركات اعتصام ميدان التحرير وحركة الاحتجاجات في الشارع خلال الـ18 يومًا، وشكل ما عرف بائتلاف شباب الثورة، والمكتب الإعلامي لها الذي كان معبرًا عن مطالب الميدان التي لم تقبل التفاوض، وانتهت هذه المرحلة بإسقاط مبارك رأس النظام وتحرر المجال العام من القبضة الأمنية، وخلق نواة لنظام جديد، كانت الفترة التالية لذلك الانتصار مثاليةَ لهذه الحركات التي تولدت من رحم الثورة كي تنظم نفسها وأن تحتل المجال العام، غير أن ذلك لم يحدث.

توحدت الحركات الشبابية بالثورة، واعتبرت نفسها صاحبة الحق الوحيد في التعبير عنها، ولعبت الآلة الإعلامية الشرسة دورًا سلبيا في أيقنة ظاهرة شباب الثورة واستهلاكها أو حتى ابتذالها، بل أنها استطاعت أن تسحب قيادات هذه الحركة ووجوهها البارزة من الشارع والمساحة الاجتماعية المحررة لتكون أسيرة الاستديوهات والفضائيات والبرامج الحوارية التي صنعت من بعضهم نجومًا، وأصبحت هذه النجوم مشغولة أكثر بالترويج لنفسها أكثر من القيام بمهمتها الرئيسة وهي " تثوير" المجتمع.

لم تكن الثورة ثورة شعبية بالمعنى الحرفي فهناك قطاعاتُ عريضة وعميقة في المجتمع رغم سخطها من النظام لم تشارك في الثورة وربما كانت معادية لها، كانت هذه القطاعات هي الأولى بمجهود الحركات الشبابية فكان عليها أن تجعل من الثورة ثورة اجتماعية وذات مضمون أعمق من مجرد شعار إسقاط النظام؛ من خلال تغيير ثقافة المجتمع ومفاهيمه عن المصالح وحدودها وتثوير قيمه، وجعله محركًا مستمرًا للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة. غير أن هذه الحركات انتشت بالنصر الأول، وانفجرت بعد ذلك حركات مطلبية في مختلف أنحاء البلاد قام بها عمال وفئات أخرى مطالبة بتحسين أوضاعها على خلفية المشهد السياسي، غير أنها سرعان ما وصمت بأنها "مطالب فئوية"، وعلى الرغم من ابتعادها من مشهد الثورة الرئيسي في التحرير غير أن مطالبها كانت جزءًا من أهداف الثورة المرتكزة حول تحقيق العدالة الاجتماعية، كما أن هذه الحركات الاحتجاجية كانت هي الرافعة لمطالب التغيير في الفترة التي تلت فشل الإصلاح السياسي (2005-2007)، ولا شك أن أحداث المحلة 2008 كانت ثورة اجتماعية مُصغرة هي التي حفزت إيجاد حركات اجتماعية شبابية على رأسها 6 أبريل.

 كان على الحركات الشبابية أن تلتقط خيط هذه المطالب وأن تضفرها في المشهد الثوري. وكان هذا موضع الخطأ الرئيسي للحركات الثورية الشبابية، افتقادها بوصلة العمل السياسي الصحيحة، واعتقادها ولو لفترات قصيرة أن الثورة قد نجحت بإسقاط مبارك ونخبته السياسية، غير أن استمرار الثورة كان يتطلب كما تشير أدبيات الحركة السياسية خلق حالة ثورية وشروط ثورية.

أصبح شباب الثورة ظاهرة، اتجهت النخب السياسية القديمة لاستغلالها واستثمارها لا لتثوير قواعدها ولكن لاحتواء هذه الحركات والمطالب التي تعبر عنها، وبالطبع ساعدت سيولة الحركات الشبابية، على ذوبان معظمها في الكيانات السياسية التقليدية، فانقسمت على نفسها بتصارع الأحزاب عليها فانشطرت حركة 6 أبريل إلى شطرين وذاب حزب العدل في أحزاب أخرى صاعدة، وساعد التنظيم الحديدي لجماعة الإخوان المسلمين وبنيته الطائفية على إبعاد خطر انشقاق شباب الجماعة الذي كان جزءًا أصيلا من حدث الثورة عنها، وبقي الانشقاق محدودًا فيها. ورأينا بعد شهور ابتذال تكوين الائتلافات التي تخطت الـ120 ائتلافًا بعضها يتكون من أفراد لا يتخطى تعدادهم أصابع اليد.             

ولم تلتفت –الإئتلافات- أن الثورة حفزت بدورها معسكرًا للثورة المضادة التي بعد أن صُدمت بما جرى أخذت في ترتيب صفوفها، وفيما كانت سيولة حركات الثورة مطلوبة في مباغتتها للنظام بخلق الثورة كان تنظيمها ضرورة في مواجهة محاولة النظام للعودة واستعادة المساحات المحررة، وإعادة بناء ما تهدم من بنى السلطة القمعية ومؤسساتها.  

ومن المعروف أن حسابات الثورة التي هي أقرب إلى حسابات الحرب الراديكالية تختلف عن الحسابات السياسية البراغماتية، فطيلة عامين من الثورة كانت الجبهات الأكثر تنظيمًا هي الأكثر قدرة على كسب النقاط وإحراز الأهداف، ومن هنا نجح الإسلام السياسي في إحراز المكاسب التي جاءت على حساب تضحيات الشباب، فبرلمان 2012 جاء بعد أن دفعت أحداث محمد محمود المجلس العسكري للتعجيل بالانتخابات البرلمانية التي حصد الإسلاميون مقاعدها، وكان تمثيل الشباب فيها متواضعًا للغاية، ثم أن هذه الحركات التي قادت المواجهة مع القوات المسلحة والشرطة في الشارع لم يكن لها ظهير سياسي يعبر عنها، بل وجد من يستغلها من الأطراف السياسية في إطار الصراع فيما بينها والمجلس العسكري. و كان هذا بمثابة هدرًا لدماء شهداء لا زالوا يتساقطون في كل مواجهة بين الثورة والثورة المضادة التي تمكنت من جهاز الدولة بشكل كامل. 

وكانت الانتخابات الرئاسية مؤشرًا آخر على تعثر الثورة وانحسار ظاهرة شبابها، فقد تقاسم معسكر الثورة أكثر من مرشح، وكان خالد علي أقرب إلى الحالة التي عبر عنها الشباب في بداية الثورة، فهو أصغر المرشحين سنًا، وقادم من خلفية حقوقية يسارية، غير أنه حصل على عدد ضئيل من الأصوات بعد أن تفتتت أصوات الكتلة الثورية بين مرشح الإخوان وعبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي، وهو ما عكس في حقيقته أن التدافع  أصبح على قاعدة المصالح لا تحقيق أهداف الثورة التي أصبح مرشحو الفلول يرفعون شعارها.

يبدو أننا لا زلنا في حاجة إلى النظر إلى أصل القضية كي نعيد ترتيب أوراق الحركة الشبابية، فمطالب الثورة لم تتحقق بعد، ولا يبدو أن الإسلام السياسي الحاكم سيسعى إلى تحقيقها، إذ أن تحقيقها يعني تغيير بنية الدولة التي سعى إلى وراثتها على مدار 80 عامًا. وبعد مرور عامين من الثورة، لازالت الحركات الشبابية على سيولتها غير أن كتلتها الرئيسة تم استيعابُها في جسد حركات وأحزاب سياسية أخرى وهو ما يجعل المطالبة بتوحيدها تعبيرًا عن وجهة الثورة أمرًا غير مقبول وغير مطلوب.

 ومع ذلك يبقى التوجه إلى المجتمع وتغيير بنيته الثقافية وتثويرها أمرًا مُلحًا، خاصة أن هزائم الثورة جاءت باختيار شعبي وبسبب ثقافة مرتبطة بالدولة القومية والتوق نحو الاستقرار ونظرة ضيقة للمصالح السياسية. إلا أن الشباب أثبت في مواجهته مع النظام الحاكم قبل وبعد الثورة أن جذوة الثورة لم تنطفئ، خاصة أن أسبابها لم تعالج، وهو ما يجعلها عنقاء تتحين الفرصة لتولد من جديد. 


لا أسف ولا ندم

$
0
0

 لا أسف ولا ندم: الحنين الاستعماري في أوساط اليمين الفرنسي المتطرف

في السابع عشر من أكتوبر 1961، تظاهر مئات الآلاف من الجزائريين سلمياً في باريس للاحتجاج على الانتهاكات التي تحدث لحرياتهم المدنية.  في خضم حرب الاستقلال (1954-1962)، انخرطت جبهة التحرير الوطني في نضال عنيف ضد فرنسا اعتمد على الحشد داخل المدن الكبرى إضافة إلى القتال في الجزائر. وكنتيجة لجهود جبهة التحرير الوطني، فقد فرضت الشرطة الفرنسية حظر تجوال على ما يقرب من خمسة عشر ألف جزائري يعيشون في باريس في ذلك الوقت (والعديد منهم كانوا يعتبرون فرنسيين). إن تفاصيل ما حدث في تلك الليلة لا تزال مثيرة للجدل، ولكن المؤكد هو أن العشرات، إن لم يكن المئات، من الجزائريين غير المسلحين قتلوا وألقيت بالعديد من جثثهم في نهر السين. يقول المؤرخ جيم هاوس Jim House ، والذي شارك بكتابة مؤلف مخصص لهذه المذبحة، إن هذا الفعل كان " أكثر أفعال القمع السلطوية لاحتجاجات الشوارع دموية في التاريخ الحديث لغرب أوروبا."

لأكثر من خمسين عاماً، رفضت الحكومة الفرنسية الاعتراف بهذا العنف الحكومي، رغم أن مهندسها الأصلي ( وقائد شرطة باريس)، موريس بابان Maurice Papan تمت إدانته في عام 1998 بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بعد تهجير 1560 يهودياً خلال الحرب العالمية الثانية. وفي السابع عشر من أكتوبر من هذا العام، الذكرى الحادية والخمسون للمذبحة، قام الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند Françoise Hollande، بالاعتراف ب"القمع الدموي" الذي حدث وقدم "تعازيه لذكرى الضحايا."

ما سنقرأه فيما يلي هو الجزء الأول من سلسلة من جزأين من مقالة مخصصة لمذبحة السابع عشر من أكتوبر عام 1961. يحلل هذا المقال ردود الأفعال على تصريح هولاند في صفوف اليمين الفرنسي المتطرف.  سننشر في الأسبوع المقبل مقابلة مع جيم هاوس Jim House، يناقش فيها تحليله للتطورات الأخيرة ويطرح أفكاراً أوسع حول العنف الاستعماري والسياسية الفرنكو-جزائرية.

قبل بضعة أسابيع، قرر الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أخيراً أن يعترف بالحدث سيء الذكر الذي وقع في السابع عشر من أكتوبر عام 1961، حين قامت الشرطة الفرنسية بقمع متظاهرين جزائريين مسالمين بقسوة، مما أدى لمقتل ما يقارب مئتي شخص. وفي تصريح مقتضب ومفاجئ، قدم هولاند تعازيه إلى ضحايا واحدة من أعنف أعمال القمع الاستعماري في منطقة الميتروبوليتان في فرنسا.  لقد كان هذا الاعتراف رمزيا بجدارة، فالجرائم والقمع الثقافي اللذان وقعا طوال 132 عاماً من عمر الاحتلال الفرنسي لا يزالان غير مطروقان. إن القيادة السياسية الحالية لا تزال مترددة للغاية في الاعتراف بالوحشية والعنصرية التي غذت الحكم الاستعماري. ورغم هذا، فإن هذا المظهر الخجول للندم ( أي الاعتذار عن جرائم استعمارية) أشعل رد فعل ملفت للنظر من قبل اليمين الفرنسي المتطرف.

لقد نتج رد الفعل هذا من الإحساس بعدم الأمان المتجذر في تلك النظرة الغريبة للتاريخ. فبالنسبة لليمين المتطرف، يجب على فرنسا أن تدافع عن كبريائها حتى تبقى مؤثرة في دنيا العولمة.  وفق هذه النظرة فإن أي اعتراف بالعنف الاستعماري يعد علامة ضعف، وتنازلاً عن القوة، ونذيراً بتدهور يرفض اليمين أن يقبله.  إن هذا الإصرار على عدم التسامح يكمن أيضا وبنفس القدر في رؤية رجولية لعلاقات السلطة. بالنسبة لهم، فالرجل "الحقيقي" (الأبيض المشرب بالحمرة) لا يعتذر لأن الاعتذار يوحي بالخضوع وفقدان الذكورة. إن هذه النظر الرجولية توضح لنا الطرق التي ينظر بها المعلقون الفرنسيون من اليمين المتطرف للندم، والمثلية الجنسية، والإسلام المتطرف كثلاث ظواهر متلازمة بالضرورة.  وكل واحدة من هذه الظواهر تهدد هيمنة هؤلاء الرجال كبيري السن الذين يسعون لحماية بياض بشرتهم وذكورتهم.

لا أسف ولا ندم

لعدة أسباب لا تزال "خسارة" الجزائر موضوعاً حساساً في فرنسا. لا أحد ينكر أن المستوطنين الفرنسيين الذين ولدوا في الجزائر شعروا بأن عودتهم لبلدهم بعد الاستقلال كانت نفياً مؤلماً. ولكن من ناحية سياسية، فإن تجارب كهذه يجب ألا تؤثر على موضوع التوبة، والذي يعد مركز الجدل المتكرر بين البلدين.  في نهاية الأمر، فإن الحكومة الجزائرية تطلب من الدولة الفرنسية أن تعترف بالعنصرية والسياسات العنيفة التي اتبعتها ضد الجزائر إبان فترة الاحتلال، وهو أمر دبلوماسي بين بلدين مستقلين وهو موضوع يخص العدالة الدولية. وفي هذا السياق، فإن الحركة باليد التي قام بها وزير الدفاع الفرنسي السابق، جيرار لونجوي Gérard Longuet ، والتي تعني "خذه فيك" لوزير شئون المحاربين القدامى، شريف عباس، كانت إشارة تبعث على الذهول. 

لقد أدان الكثيرون في فرنسا سلوك لونجوي المهين، في حين عبر اليمين المتطرف بحماسة عن تأييده له، بل إن البعض قلدوا حركته في استعراض للتضامن.  لقد قالت مارين لوبون، زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية المعروفة بكراهيتها للأجانب FN، إن هذا التصرف كان منظراً ممتعاً. كما زعم لونجوي نفسه أنه قام بهذا الفعل كتعبير عن الفرح. كيف يمكن لنا إذن أن نفهم هذه التصريحات؟

يبين رد فعل لوبون الشعور المرن بالنصر المسروق في الأوساط الاستعمارية في الجيش وبين مؤيدي فرنسية الجزائر . بالنسبة لهم، فإن خسارة الجزائر- التي كانت في وقتها جزءا حيوياً من فرنسا- كانت نتيجة لخيانة ديغول السياسية. إنه من المفيد أن نتذكر أن والد مارين لوبون والزعيم السابق للجبهة الوطنية الفرنسية، جان ماري لوبون،  كان مظلياً تحت إمرة الجنرال ماسو Massu، خلال معركة الجزائر. وشارك شخصياً في جلسات تعذيب كما كشفت جريدة لوموند الفرنسية. إن اليمين الفرنسي يرفض الاعتراف بالهزيمة في الجزائر ويصر على ان الجيش قد ربح الحرب. وكما أوضحت هانا أرندت Hannah Arendt، فإن العقل "البورجوازي" يؤمن أن الفشل يرتبط حتمياً بالإحساس بالعار، فيما يخلق النصر إحساساً بالكبرياء. وبالتالي، فإن عائلة لوبون،والتي تجمع هذا الخليط من البورجوازية وضيق الأفق والحنين الاستعماري الفرنسي، ترفض الاعتراف بالهزيمة الفرنسية في الجزائر.  

في واحدة من إطلالاته الإعلامية العديدة، عبر إريك زيمور Eric Zimmour، وهو معلق من اليمين المتطرف ومن مستوطني الجزائر، عن نظرته المشوبة بالحنين والانتقام في آن واحد لمعاهدة إيفيان، وهي المعاهدة التي مهدت لاستقلال الجزائر. فقد زعم أن المعاهدة كانت "سلاماً هو في حقيقته وقف لإطلاق النار فقط. كانت هزيمة سياسية ونصراً عسكرياً في الوقت ذاته لفرنسا. لقد كانت إنقاذاً للجبناء تبعتها أعمال خطف للمئات من المستوطنين الفرنسيين وذبح الآلاف من الجنود الجزائريين الموالين لفرنسا."

تعبر تصريحات زيمور عن شعور مزدوج بنصر مسروق ومرارة بسبب هذه الإهانة لقوة الأمة الفرنسية. إن هذا الفهم أن فرنسا لم تخسر الحرب إطلاقاً ( أي أن ما حدث كان مجرد "وقف لإطلاق النار") هو السبب وراء فرحة لوبون بإشارة لونجوي "خذه فيك."  وفي مقابل هذا، فإن أي اعتذار سيرقى إلى مرتبة الاعتراف بالهزيمة وسيقدم دليلاً على الضعف في مقابل شعب جزائري "أدنى" مرتبة.  إن الطريق الوحيد للتعامل مع تاريخ فرنسا الاستعماري من وجهة نظر اليمين المتطرف بما يحفظ شرف فرنسا هو عدم إبداء الندم أو الأسف (“ni regrets ni remords” ).

كفاح الأجناس المعرضة للانقراض

إن موضوع الندم الفرنسي على الجرائم التي ارتكبت في الجزائر يكشف عن خوف أعمق يمتد إلى موضوع الاستعمار بشكل عام. إنه من المؤكد أن هذه الدعاوى التاريخية مرتبطة أغلب الأحيان بقلق حول مواضيع العرق، والجنس، والذكورة والأنوثة. فبالنسبة لهؤلاء الأفراد، يعتبر الدفاع عن قوة فرنسا وشرفها عن طريق إهانة وزير جزائري جزءاً من جهد أكبر للحفاظ على نظام سياسي قياسي عرقي محافظ جنسياً.  فعلى سبيل المثال، فإن الشخصية الاعلامية، إيريك زيمر، والذي أثارت ملاحظاته العنصرية العديد من النقاشات، كان مشغولا بموضوع انقراض الرجولة. فبالنسبة له، يواجه المجتمع الفرنسي خطر التأنيث. إن التقاطع بين القلق الناتج عن إشكالية الذكورة والأنوثة والعنصرية لا يظهر فقط في كتابات زيمور ولكن أيضا في انعدام الإحساس بالتوبة عن الجرائم الفرنسية في الجزائر التي سبق ذكرها.

من أساسيات هذا القلق الدائر حول معيارية الذكورة والأنوثة والندم الإستعماري هو الزعم بأنه ضروري للدفاع عن الوطن ضد التفسخ. ومؤخراً، قام أعضاء بارزون في التجمع من أجل الحركة الشعبية (UMP) بتصوير مشروع تقنين الزواج المثلي (mariage pour tous) على أنه تهديد لديموغرافية فرنسا. ورغم أن هذا التحرك متوقع له أن يتم الإعلان عنه في الأشهر الستة القادمة، فإن اليمين المتطرف قد ذهب إلى حد القول أنه قد يعني نهاية الأمة. باختصار، فإن اليمين رفض كلا من إبداء الندم على المذابح التي ارتكبت بحق الجزائريين، والموافقة على الزواج المثلي لأن كلا الأمرين يتحديان الأشكال التاريخية للهيمنة المبنية على المفهوم الواسع الانتشار للنظام الهرمي السياسي الأبيض. 

لذلك، فإنه يجب على المرء ألا يتفاجأ أن جيرارد لونجوي كان يبدي معارضة شرسة للزواج المثلي قبل فترة قصيرة من قيامه بتلك الحركة المثيرة للجدل ضد أي توبة استعمارية. وباستثناء ماريان لوبون، فإن كل هؤلاء المعلقين ينتمون لفصائل مهددة بالانقراض من رجال خمسينيين بيض. بالنسبة لهم، فإن التغييرات في الهياكل الوطنية والعالمية للنفوذ ترقى إلى مرتبة تهديد مباشر بالاخصاء. 

مثال آخر على هذه الديناميكية هو ايفان ريوفولو Ivan Rioufol ، والذي يطرح نفسه كمفكر رجعي معاصر ومدافع عتيد عن رفض التوبة، والذي يكتب في صوت المحافظين في فرنسا، صحيفة لوفيجارو. في معرض "مديحه لحركة خذه فيك"، هنأ لونجوي على تعبيره عن الامتعاض المتزايد في أوساط الشعب. بالنسبة لريوفولو، فإن هذا الامتعاض ينعكس في المعارضة "الشعبية" المزعومة للزواج المثلي، وهي أيضا ظاهرة في الصراع ضد الاسلام المتطرف، والذي لا ينبع، بالنسبة له، من الاسلاموفوبيا إنما من الرغبة في حماية القيم الجمهورية.  إنه يدعو لانتفاضة ضد ما يراه مساراً مستنسخاً ومكرراً في محاولة لهزيمة المثلية والتطرف الاسلامي. في الحقيقة، فإن ريوفولو، مثله مثل العديد من المفكرين الرجعيين، يحلم بتحرك شعبي من القاع مماثل لحركة حزب الشاي في الولايات المتحدة- حيث ينتفض الناس ليعيدوا العصر الذهبي للوطنية المحافظة. 

علاقات معقدة من المخاوف والأوهام

يربط المعلقون اليمينيون عادة التوبة الاستعمارية بالزواج المثلي، والاسلام المتطرف بسبب علاقات معقدة من الخوف والأوهام. يشعر هؤلاء الرجال البيض الأكبر عمراً بأنهم "محاصرون" بأعداد تفوقهم من مجموعات ديموغرافية قوامها النساء، والمثليون، والشباب، والأجانب، والليبراليون..إلخ، وكل هذه المجموعات تنال حسب رأيهم من التماسك الاجتماعي والأخلاقي. يفهم اليمين المشهد السياسي المتغير على أنه علامة على انهيار الهياكل التقليدية ودليل على أن النظام القديم قد تم إفساده. على سبيل المثال، يتم ربط الزواج المثلي بالارهاب، في حين يفترض أن التوبة ستحول أبناء المهاجرين إلى أعداء لفرنسا. 

لعله من الواضح أنني لا أقصد التلميح بأن كل هؤلاء الأشخاص هم مجموعة من المجانين، وهو ما قد يكون هجوماً غير معقول، ولكنه مرضٍ على أية حال. إن بعضهم، مثل زيمور ولوبون، يمتلكون خلفية عائلية توضح مواقفهم تجاه رفض التوبة. عوضاً عن هذا، فإن هدفي هو أن أظهر أنه لا يمكننا أن نفهم سلوك أشخاص مثل لونجوي على أنه تعبير محض عن عنصرية متأصلة أوعن صدمة العودة إلى أرض الوطن. إن التداخل بين مفاهيم العرق والذكورة والأنوثة، وبين الماضي والحاضر، وبين الذنب والكبرياء يقود هؤلاء الأشخاص إلى محاربة ما يرونه تشويهاً للنظام السياسي النقي وغير الملطخ، أي حكم الرجل الأبيض بمعنى آخر.  حين يقوم مطرب رجعي مثل ميشيل ساردو Michel Sardou، بالتعبير عن حنينه عن طريق تمجيد "الزمن المبارك للمستعمرات،" فإنه من المغري أن نستبعد ما يمكن أن يكون ملهاة غريبة بالقليل من التبعات السياسية. رغم ذلك، فحين ينهمر المديح على وزير دفاع سابق، عرف عنه تشكيله لميليشيات فاشية في الستينات، لإهانته بلداً آخر فإنه من المفروض أن نرى هنا وقفة وطنية جادة لإعادة النظر. 

من الأمور المعبرة هو قيام هذه الشخصيات من اليمين المتطرف غالباً بإهانة أولئك الذين يهددون نظرتهم للهوية الوطنية الفرنسية. لقد دافع العضو  في الحزب الرئاسي السابق، ليونيل لوكا  Lionnel Luca، والمعروف باستفزازاته العنصرية ، عن طرد ثلاثة مهاجرين أفغان في 2009 متعللاً بأنهم " إذا كانوا رجالاً، فهم سيقاتلون من أجل حريتهم على أرضهم." وبالنسبة له، فإنه ليس كافياً التأكيد على رجولة الجنود الفرنسيين لأنهم "أنقذوا" (أو احتلوا) بلداً أجنبياً، بل إنه من المهم أيضاً أن نناقش رجولة الآخرين ( بالتحديد الأقوام السمراء)، لتأكيد قوة وكبرياء فرنسا. 

تشجع أوهام العصر الذهبي للقوة الامبراطورية العسكرة المضللة التي تستلهم شخصيات بطولية من الحروب الاستعمارية ( على سبيل المثال، فإن الجنرال بيجارد Bigeard يعتبر آخر "الأبطال الفرنسيين").  وتشارك الدولة الفرنسية بنفسها في الحفاظ على قوة عسكرية عالمية عفا عليها الزمن، حتى وهي تتأرجح على نحو خطير نحو الإفلاس. من هذا المنظور، فإن الاعتذار للجزائر سيكون إهانة للجنود الفرنسيين، "الذين كانوا شجعاناً بما فيه الكفاية للدفاع عن كبرياء فرنسا." وكنتيجة لهذا، فإن الحركة التي قام بها لونجوي لا تعد فقط استفزازاً غير منطقي، ولكنها في الواقع تعبير طفولي وعدواني عن التأكيد على القوة. ولهذا، فإن ابتهاج لوبون بحركة لونجوي ليس فقط بسبب الإهانة بحد ذاتها، ولكن لأن هذه الحركة تظهر أنه لا يزال هناك سياسيون فرنسيون، على خلاف الرئيس هولاند، لا "يزحفون" بخضوع لإرضاء مطالب الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة. 

نحن في عام 2012، وفرنسا لم تعد إمبراطورية كما كانت، بل إن موقعها في موازين القوى العالمية محل تساؤل جدي. وبالنظر إلى أن فرنسا بلد صغير جغرافياً وعدد سكانه ستون مليوناً، فإنه من الواجب على فرنسا أن تنبذ طموحاتها بأن تكون قوة عالمية، فقد ولى هذا الزمان. ورغم ذلك، فإن رد الفعل على موضوع التوبة الاستعمارية يعبر عن رفض لأي تغيير في النظام السياسي والاجتماعي. إن الإصرار على عدم التوبة يظهر أيضاً مدى مقاومة بعض أنماط التصرف الامبراطوري التي عفا عليها الزمن، والتي يجب أن تُفهم على أنها نوع من الحنين الاستعماري. وبدون شك فإنه قد آن الآوان للعمل سريعاً لحل هذه الروابط المبنية على المخاوف والأوهام. فبعد خمسين عاماً على استقلال الجزائر، تظهر الحاجة الملحة للقبول بزوال الامبراطورية، والقبول أيضاً بالتغييرات الحتمية في النسيج الاجتماعي والسياسي في فرنسا.

[نشر هذا المقال للمرة الأولى على جدلية بالإنجليزيةوترجمه إلى العربية علي أديب.]

Despite New Program Promising Open Access, JSTOR Prices Remain a Concern

$
0
0

[The following article was originally published on Tadween Publishing's blog. For more information on the publishing world as it relates to pedagogy and knowledge production, follow Tadween Publishing on Facebook and Twitter.]   

After years of restricted access, JSTOR announced on January 9 that it will make the archives of more than 1,200 journals available to the public for free, giving those who sign up for an account with JSTOR the ability to read up to three articles every two weeks. 

JSTOR’s announcement that it will be opening up its archives to the public, albeit with limitations, is part of its new Register & Read program, which JSTOR describes as “a new, experimental program to offer free, read-online access to individual scholars and researchers.” Although subscribers can read up to three articles every two weeks, they will not be allowed to download or copy themAccording to Inside Higher Ed, 150,000 signed up for the trial period of the new program, and 30 percent of those who signed up used the program more than once. However, only 16 percent of those who registered are researchers, with the majority of others being students.

Most, if not all, researchers and university-level students are familiar with JSTOR. As a digital library of academic articles and books as well as primary sources, JSTOR is an essential portal for those conducting academic research. But access to JSTOR has been limited to libraries able to pay the hefty subscription fees, which could cost as much as $50,000 for a four-year institution (experiment with JSTOR’s price calculator by clicking here). Thus while access to JSTOR and other academic libraries is afforded to some university students, some university libraries are having to forgo their subscriptions due to budget cuts. Individuals have the ability to purchase articles without a subscription; however, the price range for articles variesdepending on which journal or publication they are being purchased from.

Laura McKenna has criticized these barriers to access in The Atlantic, stating that “the public—which has indirectly funded this research with federal and state taxes that support our higher education system—has virtually no access to this material, since neighborhood libraries cannot afford to pay those subscription costs.”

There is no doubt that running and hosting an archive of millions of journal articles from around the world requires money. But JSTOR articles can range in price from 10 to over 50 dollars, depending on where the publication is produced and what journal the article is coming from.

Do the costs of hosting and sharing articles online explain why JSTOR might price a short article at 50 dollars? Does such pricing mean that part of the money is going to the author? Not exactly.

Maria Bustillos explains for The Awl how the money paid to access JSTOR articles does not necessarily go to authors: “Another thing to consider is that academic writers are paid through salaries and grants; they aren't paid (not directly, anyway) for the publication of their work. The whole system of compensation for academic content is very different from commercial publishing. When you pay for a JSTOR article online, none of the money goes to the author, it goes to the publisher.”

In a 2011 article for The Atlantic, Julian Fisher gives a thorough breakdown of the reasons for JSTOR’s pricing and the pricing for other academic libraries. Even in the pre-internet age, Fisher explains, authors were not paid for the articles they wrote for publication in academic journals; instead their research was funded through grants or by their university (as Bustillos explained). The cost of physically printing articles in a journal is where the need for a price tag stems from.

Now that academic journals have largely shifted to the Internet, the cost of producing academic material has gone down, and putting an article online is much cheaper than printing it on paper. If the cost for producing academic journals and articles has dropped, then why do subscriptions to JSTOR and article purchases remain so high? Fisher explains, “Publishers keep doing what they do and the scholars do not complain much, since their subscriptions come through their grants or university libraries.”

Publishing prices have gone down, but individuals, students, researchers, and libraries continue to pay exorbitant prices for academic articles and subscriptions to online archives like JSTOR. JSTOR’s new Register & Read program presents a slight opening in the world of academic publishing, but the struggle for free access has not yet ended.

At the same time that JSTOR announces its new program, the digital library has found itself in the headlines following a controversy involving the untimely death of Aaron Swartz, who committed suicide on January 11 after being arrested for downloading millions of JSTOR articles from an MIT computer with the intention of making them available to the public (seeTadween’s blog post for our reflections on Swartz’s tragic death).

Tadween Publishing will continue to monitor events surrounding academic publishing and open access in the weeks to come. 

ثورية الوسيلة وسلطوية الغاية

$
0
0

فض الأمن اليمني اعتصاماً سلمياً بالقوة يوم 25 ديسمبر الماضي عندما اتجهت مجموعة من الشباب نحو دار الرئاسة مطالبين بقرارت صريحة لعزل أحمد علي عبدالله صالح وعلي محسن من الجيش، وغالب القمش مدير جهاز الأمن السياسي. هذا الخبركان سيبدو مفهوماً قبل أكثر من عام، لكن بعد تنحي الرئيس الذي ثارت ضده الجماهير فأن الخبر يدعو للاستنكار.

 فهؤلاء الشباب جاؤوا لإحياء الذكرى الأولى لمسيرة الحياة الراجلة من مدينة تعز لصنعاء بمسافة 280 كم على طريق جبلي وعر وكانت مسيرة شعبية ضخمة انضم لها الآلاف من قرى ومدن اليمن التي مرت بها المسيرة لمدة خمسة أيام. كان هدف المسيرة هو إسقاط التسوية السياسية والحسم الثوري من خلال الزحف الشعبي على قصر الرئاسة. حينها أصدر السفير الأمريكي تصريحات متشنجة تبرر الإعتداء الأمني العنيف على المسيرة، وهذا ما حدث وسقط حينها 9 شهداء وعشرات الجرحى. في ذلك الوقت التزمت أحزاب اللقاء المشترك بالصمت الخجول ومنع كوادرها في ساحة التغيير راجلي المسيرة من اعتلاء المنصة وعدم امدادهم بمؤونة الليلة من بطانيات وغيرها كعلامة على عدم الترحيب بقدومهم.

عام بالضبط مر على اعتداء دموي آخر أقل دموية لكن دلالاته اشد قسوة، فوزارة الداخلية من نصيب أحزاب اللقاء المشترك التي وصلت للسلطة بفضل ركوبها مسار الثورة باعتبارها صاحبة الشرعية الثورية. بالتأكيد هذا يجعل المشهد أشد إيلاماً من مشهد هجوم قوات الأمن المركزي بقيادة ابن اخ الرئيس السابق علي عبدالله صالح. فلم تكتف قوات الأمن في مسيرة الحياة الثانية بالعنف عبر استخدام غازات مسيلة ودهس بالسيارات تسبب في إصابة أحد المتظاهرين إصابة بليغة وضعته بالعناية المركزة، بل إن الأمن حاصر المعتصمين ومنع وصول أي امداد لهم من غذاء أو بطانيات. واللافت هنا إن قوات الأمن هذه كانت تلتزم الصمت والهدوء مع اعتصامات لمسلحين في ذات المكان وكأن العمل السلمي هو ما يهدد سلم الوطن وليس اعتصام مسلحين. وهكذا يبدو أن  الصفة المشتركة بين أحزاب اللقاء المشترك ونظام صالح ليست القمع فحسب، بل كذلك الخشية من العمل السلمي تحديداً والتساهل مع المسلحين.

فلماذا إذن تبدو أحزاب اللقاء المشترك متشابهة إلى هذا الحد من سلطة ثار عليها اليمنييون ولماذا أمضت هذه الأحزاب عامها الأول في الحكم منشغلة بتوظيف كوادرها بينما تعمل بإداء سياسي باهت وربما بائس في بلد يقع تحت وطأة وضع اقتصادي صعب للغاية ووضع أمني شديد التدهور تتآكل فيه سيطرة الدولة على أجزاء البلد؟ قد نعرف هذه الاجابة عندما نعود قليلاً للوراء ونعرف طبيعة هذه الاحزاب السلطوية والبعيدة كلياً عن الشارع باعتبار إن كل ما يجري في اليمن يقع في صالح التراكم التاريخي للقوى الفاعلة برواسبها الثقيلة وليس في صالح التغيير الذي يطمح له شباب الثورة.

أحزاب اللقاء المشترك تحالف يضم سبعة أحزاب يمنية، ثلاثة منها كبيرة والبقية أحزاب صغيرة. فعلى رأسها حزب الإصلاح الإخواني وهو حالة استثنائية في تجربة الاخوان المسلمين في دول الربيع العربي حيث كان لجماعة الأخوان المسلمين نفوذ واسع داخل الدولة اليمنية تضاءل بعد مشروع التوريث الذي بدأ عام 2000. وهذا التحالف فرضته طبيعة نشأة نظام صالح كنظام صد للنظام اليساري في الجنوب. استفادت حركة الأخوان حينها من هذا التحالف وكان نفوذها قوياً في قطاع الأمن والتعليم والجيش، فجهاز الأمن السياسي في اليمن حتى آلان برئاسة غالب القمش الموالي للجماعة وهذا الجهاز له تاريخه القمعي المعروف ضد اليساريين والناصريين أواخر السبعينيات والثمانينيات وكان حينها محمد اليدومي رئيس حزب الإصلاح حالياً نائب رئيس الجهاز مما يوضح بجلاء الطبيعة الإخوانية للتنظيم الأمني الاستخباراتي الوحيد في اليمن حتى تأسيس جهاز الأمن القومي بحجة مكافحة الإرهاب عام 2002. كذلك تحالف علي محسن المعروف مع الجماعات الإسلامية السنية بمختلف تنوعاتها من جهادية لإخوانية. أما التعليم فإضافة للمناهج الدينية المخلة بالتفكير والوسطية التي كتبها الشيخ عبد المجيد الزنداني في مختلف المراحل التعليمية، كان للحزب تعليم مواز ممول من الدولة والسعودية وهو المعاهد العلمية التي كانت ملاذاً للفقراء بحكم تقديمها رواتب الطلاب وكانت مراكز تجنيد هائلة للحزب. يلي حزب الإصلاح من حيث الأهمية الحزب الإشتراكي الذي كان الحزب الحاكم في الجنوب وبعد تعرضه لعملية تكسير عظام قاسية بعد الوحدة تحديداً بعد حرب 94 لجأ الحزب للتحالف مع عدوه اللدود حزب الإصلاح ضد هيمنة صالح وحزبه أواخر التسعينات. ومن ثم الحزب الناصري الذي كان حليفاً للرئيس إبراهيم الحمدي في وقت سابق وتعرض للقمع بشدة أواخر السبعينيات بداية عهد صالح. في الواقع إذا كانت فكرة التحالف تبدو ألمعية وهي تجمع المعارضة لتشكيل جبهة مقاومة ضد هيمنة الفرد من خلال تبني مطالب الناس لكن الواقع جعل منه تحالف أهم سماته وجود عدو مشترك وبعض المصالح التكتيكية البسيطة بين قيادات الأحزاب المنفصلة عن كوادرها.

هنا من المهم معرفة حقيقة لهفة هذه الأحزاب على السلطة التي خرجت جميعاً من عباءتها مثل حزب البعث في عهد الرئيس الأرياني في اليمن الشمالي بين عامي 1967- 1974 ثم الحزب الناصري في عهد الرئيس الحمدي باليمن الشمالي مابين 1974- 1977 ثم حركة الأخوان في عهد الرئيس صالح منذ عام 1987 والحزب الإشتراكي في الشطر الجنوبي. كلها أحزاب استمدت قوتها من السلطة وتضاءلت بمجرد بعدها اوخروجها منها سواء بحكم أنها تعرضت لعملية قمع واسعة كحال الناصري أو عمليات اختراق وتضييق وربما قمع مثل حالة الإشتراكي أو لأنها ترى نفسها صاحبة الحق الوحيد بالسلطة ولا يجوز تجاهلها مثل الإصلاح. هذا ايضاً يبرر هذه الحالة الهستيرية في توزيع المناصب لكوادر هذه الأحزاب حيث تعتبر الوظيفة إحدى أهم أدوات الولاء السياسي، هكذا نفهم أن قوة الأحزاب اليمنية لا تنبع من قوة حضورها في الشارع بل بتتابع وجودها بالسلطة وتوفر أدوات السلطة بيدها. ليس هذا فقط بل إن معظمها صارت تحتمي بhرتكازات متعلقة بالهوية وليس السياسة والإيديولوجيا مثل الحزب الناصري وتعز والحزب الإشتراكي والجنوب وحزب الإصلاح والدين طائفة السنة والقبيلة حيث يرتبط ببعض التحالفات القبلية في الشمال.  

هذه الاحزاب " الثورية" تخلت عن الشارع في كل تحرك شعبي وكل انتفاضات اليمنيين ضد الغلاء والتدهور الإقتصادي، ففي انتفاضة عام 1993 تشارك الإصلاح مع حزب الرئيس صالح، المؤتمر، في قمع المتظاهرين وحاول الإشتراكي الاستفادة منها لابتزاز خصومه وليس الاقتراب من المحتجين ومطالبهم. أما في انتفاضات 1997 و 2000 فقد ارتبكت هذه الاحزاب حيث تحدثت بشكل كيدي ومتشف عن السلطة لكنها كانت متخلية كلياً عن الشارع الهائج ومشاكله العميقة. إذن ليس من المستغرب على هذه الاحزاب التي صعدت بفضل الثورة، بأن تقوم قوات الأمن التي صارت تحت إدراتها بقمع محتجين سلميين لايزالون يمثلون التعبير الأقوى لضمير الشعب اليمني الذي اجترح ثورة عارمة قبل عامين استطاعت هذه الأحزاب بدعم دولي وإقليمي الالتفاف على مطالبها وخفض سقف مطالبها من إسقاط النظام إلى إسقاط الرئيس. وهكذا تظل اليمن دولة مدجنة لمصالح الدول النفطية المجاورة.


"انتصارالـ "ميتا – خطاب"على سوريا وعدم ارتباطه بها: "رحنا ضحيّة

$
0
0


لا تحاول تبسيط ما يجري في سوريا لأنك ستفشل. ولكننا لا نستطيع أن نذعن للتعقيد كذلك. 

إن العديد من النقاشات حول سوريا – وخصوصاً تلك التي تجري خارج سوريا– هي وبكل بساطة منفصلة عن واقع المأساة في هذا البلد، وقد تكون كتاباتي من بينها. فمثلاً، ولأول مرة بعد خمس عشرة عاماً من البحوث المعمقة عن السياسة والمجتمع السوري، بما تطلبه ذلك من زيارات متعددة ومطولة في كل سنة، أمضيت العامين المنصرمين وأنا أكتب (وأتعذب) حول سوريا دون أن تتاح لي الفرصة للزيارة، وذلك يعود بشكل رئيسي لأنه قيل لي بأني غير مرحب بي هناك. (كانت زيارتي الأخيرة في كانون الأول / يناير عام 2011، عندما كتبت، وبالمصادفة، هذهالمقالةعن الانتفاضة التونسية.) 

فعلى سبيل المثال، قصف طائرات النظام لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق الذي وقع مؤخراً. إن الجدال أو النقاش الذي يدور في الخارج يستعر دون توقف ودون جدوى. هل هو هجوم على الفلسطينيين مما يكشف أنهم كانوا مجرد ورقة تفاوض في السابق؟ أم أنه هجوم على جبهة النصرة [حقاً؟ هل هذا هو ما آلت الانتفاضة إليه؟] (أو مجموعات معارضة أخرى) التي استطاعت التسلل ويجب الآن اقتلاعها بأي ثمن؟ أم أنه مجرد مثال إضافي حيث يسهّل أو يقوم النظام بقصف أو تخريب مخيم للفلسطينيين كما في تل الزعتر؟ ولكن ألم يكن النظام تاريخياً المدافع الرئيسي وحامي المجموعات الفلسطينية المتعددة؟ ...الخ. إن الرواية التاريخية حول دور فلسطين والفلسطينيين، كما يتم تقديمها في الـ "ميتا – خطاب" (النظريات التاريخية التي تقدم رواية متكاملة بناء على الحقيقة والقيم الشاملة )، تصبح هي العدسة التي يمكن من خلالها رؤية أو تفسير حدث أو مجموعة من الأحداث. كل ما عدا ذلك حول المخيم، بما في ذلك تنوعه وتاريخه الغنب، يصبح محض خلفية.

الصوابوالخطألأسبابخاطئة

إن الادعاءات التي يتم تقديمها من قبلي أو من قبل محللين آخرين للوضع السوري، بما في ذلك المحللين الفوريين والمفاجئين الذين ما يزالون يظهرون فجأة مثل فرقعة الفشار ومن أغرب الأماكن (لقد وجدت اثنين منهم في خزانة حمامي)، يمكن أن تكون على صواب أو على خطأ، أو على صواب بشكل مشروط. قد يجارون الصواب أو يحيدون عنه لأسباب خاطئة، إلى حد أن يحصل طلاق بينهم وبين السياق على الصعيد المحلي. يأتي هذا الطلاق على تدرجات، من المنهجيين الصارمين اللذين يجرون الحسابات الدقيقة، إلى المتعاطفين غير المطلعين، إلى أصحاب المصالح اللذين ابتعدوا عن ما هو خير لسوريا والسوريين. ومع ذلك، فجميعهم يشارك ويلعب دوره بنفس السوية من الحماس. أصبحت سوريا الآن لعبة، تلعبها الدول والمؤسسات والمحللين والنشطاء والصحفيون والمدونون والمغردون والفنانون. وصلاتهم بالواقع المعيشي للسوريين وبمعاناتهم تأتي عن بعد. نحن ننتج الحقيقة عن طريق لقطات حصل طلاق بينها وبين التاريخ والألم التراكميين اللذان أديا إلى هذا الواقع. هذه اللقطات تصبح انعكاساً لطبيعة العالم اللذين ننظر إليهم ونزعة أبدية في هذا الخصوص. ولا تصبح هذه اللقطات انعكاساً للظروف والبراغماتية والكرامة التي يعيشونها. ثم نقوم بتجمعيها في فسيفساء متراصة ونعطيها الأولوية، كما نقوم بدمجها في كتلة واحدة من الأفكار والمصطلحات والروايات و/أو في نماذج قد تم استحضارها من قبل محللين وسياسيين عفا عليهم الزمن. ننهي المقالة أو التغريدة، ونحفظها ومن ثم نرسلها وبعد أن نغلق الجهاز نتابع أعمالنا. إننا نستطيع فعل ذلك، ولكن الذين يعيشون في سوريا لا تتوفر لديهم هذه الرفاهية. 

عدمارتباطالميتاخطاب 

ينظر أولئك الذين يعيشون في سوريا إلى الأمور بطريقة مختلفة. فعندما يسمعون مصطلحات النقاش في سوريا يبتسمون عاجزين وخائبي الظن ومنتقدين بآن معاً. كما وأن اللذين يتحدثون عما يجري في سوريا، من كلا الطرفين، يتحدثون عن شيء تخيلي وليس عن وقائع على الأرض. إن الناس خارج سوريا يخنقون بعضهم بعضاً حرفياً بشكل منطقي وبدني. فهم يتجادلون على من له الأولوية، المقاومة أم الإمبريالية، المقاومة أم الديكتاتورية. بينما معظم السوريين يفكرون بأمنهم الشخصي والطعام والكهرباء وحماية عائلتهم، وإمكانية موتهم سوياً خلال الجولة القادمة من الاشتباكات في حيهم. إن أهم أمر من الناحية التحليلية، هو افتراضنا الخاطئ بأن أراءهم ثابتة، في حين أنها غير ذلك. فهي تتغير مع الظروف، وهذا سلوك عقلاني تماماً.

بفضل المجموعات المسلحة التي أتقنت الآن – حتى أنها فاقت حسب بعض الروايات – الوحشية المتواترة للنظام أصبح من الصعب على المرء أن يجد قضية أو سيناريو مستقبلي ليتمسك به. تحت هذه الظروف، فإن أمور الحياة اليومية تطغى على الميتا – خطاب والتي هي ليست بالضرورة غير مهمة، ولكنها أصبحت غير ذات صلة لمعظم السوريين. نتيجة هذا، تلك الابتسامة التي يرسمها السوريون المحليون على وجوههم في مواجهة الميتا – خطاب التي نتجشؤها على الطرف الآخر والتي ينقر عليها الناس "أعجبني – لايك" أو لا ينقرون. 

لا يعطي هذا الانفصال المادي الامتياز للمحللين الداخليين آلياً إن أردنا أن نكون عادلين. فبعض التحليلات الأكثر فجاجة تأتي من داخل سوريا. ومع أننا نستطيع نبذ تلك التحليلات بناء على هذا الأساس، لكن لا يمكننا صرف النظر عنها لأنها تعبير حقيقي لأمور حقيقية، مهما كانت عيوبها.

نحن اللذين لدينا عائلة أو أصدقاء أو زملاء في سوريا نتواصل معهم بشكل يومي، ونحن اللذين نقرأ الأخبار السورية الواردة من كل حدب صوب، نعلم أن النقاشات داخل سوريا أكثر عمقاً وواقعية. نعلم بأن المواقع غالباً ما تعكس عاقبة فعل ما آنياً، ونعلم بأن المساومات السياسية ليست أكاديمية أو نظرية: يموت الناس نتيجة لهذه المواقف. قد تعني المساومات السياسية الفرق بين أن يستطيع الفرد تأمين قوت عائلته وبين ألا يستطيع وضع الطعام على المائدة في كل يوم، أو ألا يستطيع البقاء في منزله في تلك الليلة.

نجاحالميتاخطاب 

ومع ذلك، فما زلنا نحن اللذين خارج سوريا نتجادل. وإننا نربح، للأسف. إن الميتا – خطاب الذي أنتجته الدول والمؤسسات والأفراد قد أصبح أهم مما يحصل في سوريا. لقد أصبح أثمن من الناس اللذين من المفترض أننا نحارب باسمهم. لقد أفرغ المبدأ من محتواه. انتصرت المبادئ المجردة – والتي عادة ما تكون مفيدة – على الواقع مجدداً، بينما هي منفصلة عنه. تُنتج سوريا الآن بالجملة غالباً في الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي وفي مواقف القوى العظمى التي تستطيع شراء المواقف أو تعزيز روايتها أو تؤثر بالأحداث، غالباً عن طريق قيامها بلا شيء. 

هذا لا يعني أن السياسة لا تلعب دوراً في كل هذا. إن الخاسر الأكبر من دمار سوريا هم السوريون أنفسهم وما كان ممكناً أن تكون عليه الحال في سوريا. إن هذا القسم الأخير مهم لأنه نافذة على من قد يكون الرابح الأكبر: الدول العربية المحافظة والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وجميعهم يريدون تجنب احتمال ما كان ممكناً أن تكون عليه الحال في سوريا. إن الميتا – خطاب الذي يقدمونه والمفضل لديهم هو الذي يفوز داخل سوريا ولكن ليس في المنطقة. هذه هي المعركة القادمة، إنها بين المقاومة / الامبريالية، الإسلاميين / العلمانيين، الأغنياء / الفقراء، المستبد / المعارضة، المجتمع الأبوي / دعاة تساوي الجنسين بالإضافة إلى العديد من الأشياء الأخرى. لقد بدأ هذا بالظهور بوضوح في مصر. إن المعركة الأكبر قادمة لا محالة، وسقوط النظام السوري والديكتاتوريات في الشرق التي تحمى من الخارج ستكون البداية فقط. سيتطلب الأمر وقتاً.

في هذه الأثناء، نتذكر ما قال زياد الرحباني في كلمات غناها جوزيف صقر في أوائل السبعينيات:

يا نور عينيّي، رحنا ضحيّة

ضحيّة الحركة الثوريّة

يا نور عينيّي

-  يتبع -

[نشر هذا المقال للمرة الأولى علىجدلية باللغة الإنجليزيةوترجمه إلى العربية مازن حكيم ]

Setting New Precedents: Israel Boycotts Human Rights Session

$
0
0

The Universal Periodic Review (UPR) is a unique mechanism that intends to review the behavior of states without distinction. The UN General Assembly established it in 2006 as part of the functions of the Human Rights Council. It is a state-driven process to comprehensively assess a state's compliance with human rights law. The Human Rights Council is to hold three two-week sessions each year during which time they review the files of sixteen member states. Accordingly each state will undergo the review every three years. As of 2011, all 193 UN member states had undergone a review.

The Human Rights Council conducted Israel's UPR in 2009.  In response to the findings, Israel's ambassador to the UN explained that it took the Review process "very seriously" because it is "an opportunity for genuine introspection, and frank discussion within the Israeli system" 

Israel's second UPR is scheduled to take place in 2013. A coalition of Palestinian human rights organizations submitted their concise report on Israel's violations between 2009 and 2012.  This document will not be read, however, because Israel is boycotting the UPR, citing bias.  In May 2012, Israel described the Human Rights Council as “a political tool and convenient platform, cynically used to advance certain political aims, to bash and demonize Israel.”

Israel's condemnation of the Human Rights Council followed the body's initiation of a fact-finding mission to investigate the impact of settlements in the Occupied Palestinian Territory. Today, the Council released its report at a press conference in Geneva. It states that Isreal must cease all of its settlement activity  "without preconditions" and  "must immediately initiate a process of withdrawal of all settlers", or face prosecution before the International Criminal Court. Sources in Geneva tell me that Israel's threats of boycott aimed to derail the Council's fact-finding mission's report. Failing to do that, Israel unilaterally withdrew from its Universal Periodic Review all together.

This is not Israel's first attack on the UN. It has cited bias in the past in response to the UN's critique of its human rights violations, specifically after the World Conference Against Racism (2001); the International Court of Justice proceedings on the route of the Separation Barrier (2004); denial of entry to Special Rapporteur to the OPT, Richard Falk (2008); and its refusal to cooperate with the Human Rights Council's fact-finding delegation to Gaza in the aftermath of Operation Cast Lead (2009). 

Israel is unique for its boycott, which evidences the tenuous nature of the voluntary compliance process. In fact, human rights advocates and governement officials worry that Israel will open the door to non-cooperation by other states. The battle for accountability continues even in the UN. Despite its acceptance of international law & human rights norms, even within the multilateral human rights body, the last word on human rights matters is political.

Syria Media Roundup (January 31)

$
0
0

[This is a roundup of news articles and other materials circulating on Syria and reflects a wide variety of opinions. It does not reflect the views of the Syria Page Editors or of Jadaliyya. You may send your own recommendations for inclusion in each week's roundup to syria@jadaliyya.com by Monday night of every week.]

Regional and International Perspectives

Syria and the US: The Complicity of Silence
Al Jazeera’s Empire program discussing the US’ role in Syria, with guests Bassam Haddad, David Pollock, Juan Cole and Stephen Starr.

The US and Syria: Six Lessons from the Past
Marwan Bishara’s take on the role of Washington in the Syrian crisis.

Syrie: Ou Sont les Intellectuels Francais “Where are the French Intellectuals ?” Maurice Sartre, Christopher Ayad, Christophe Prochasson and Jean-Pierre Filliu reflect on the reasons behind the failure of French intellectuals to take position on Syria and the French’s lack of interest for the current crisis.

“Amis du Monde Diplomatique” et “Amis du Peuple Syrien” Ignace Leverrier is critical of a conference on the situation in Syria, which he believes is meant to attract a specific demographic of regime apologetics in France.

Transitional Government and US ChoicesFrederic Hof says “ it is conceivable that [Assad’s] sectarian strategy—ironically and catastrophically enabled by anti-Assad Gulf donors sending money and arms to extremists trying to dominate the Syrian armed opposition—will indeed succeed in keeping him alive as a militia chieftain or destroying Syria. 

Israeli Jet Said to Have Struck Target Near Syria Border
Laura Rozen on the increased tension between the two countries.

Hamas Maintains Ties With Iran Despite Difference Over Syria Abeer Ayoub says both still benefit from each other.

First Jordanian Elections post Arab Uprisings; Challenges of Reporting from Syria
In the second segment of this program, journalist Justin Vela discusses his experience covering the war in Syria.

An Unnecessary Fight Against Kurds Betrays Syrian Struggle Hassan Hassan says the armed attack on the Kurdish city of Serekaniye  “is deeply worrying for a variety of reasons: Turkey allegedly allowed these forces to move across its border, and Syrian tribal figures from the area were reportedly involved.”

Interview: Suleiman Frangieh on Lebanese Elections and the Syrian Split Lebanese MP and Marada Movement head views the outcome of the Syrian crisis through a sectarian lens.

Bullying of Syrian Students Rife Some Syrian students in Lebanese schools report being bullied by their fellow students and their teachers

Syrian Narratives

En Syrie, Une “Economie Sous Perfusion” Des Pays Amis” Jihad Yazigi  provides an overview of the economic crisis in Syria

The Agenda with Steve Paikin: Stephen Starr: Eye-Witness to the Syrian Uprising
An interview with Stephen Starr who discusses the sectarian turn that the crisis took.

The Creation of an Unbridgeable Divide
Ammar Abdulhamid views the emergence of “Alawite Jihadism” and the counterrevolution efforts as an internalization of the historical repression that Alawites suffered from.

L’attentat Terroriste de Salamieh, Un Reglement de Compte Entre Voyous
Ignace Leverrier reconstructs the story of a bombing in Salamieh, which seems to have been the result of intra-fighting between the regime’s militias.

There is No Answer for Syria’s Children Who Suffer this War
Jasmine Roman tells the story of a three-year old boy injured in a bombing but unable to be treated in a public hospital “judging him to be a terrorist”.

Covering the Syrian Catastrophe
Lara Setrakian on Syria Deeply and her comments on developments in Syria

Syria’s Bashar al Assad Says his Wife is Pregnant An interesting turn to the Syria crisis, which the author suggests could be linked to Assad’s confidence.

Inside Syria

Saving Syrians One Blanket at a Time
Wijbe Abma writes about his journey into Syria to bring one hundred blankets in Aleppo, adding that “if a 21-year-old without experience can bring help to Syria, then the big international aid organizations should be able to do so too.”

Syria Online Lovebirds in Jihadist Led Wedding

Syria Crisis: Solidarity Amid Suffering in Homs Lina Sinjab reminisces about what is now a deserted and destroyed city whose residents once “were an inspiration to others in the way they mocked their reality.”

Inside the War for Syria’s Mountains Martin Chulov provides a grim report from Jebel al-Krud, where civilians once coexisting are now pitted against each other as a result of the war.

Assad: We Regained the Upper Hand
Al Akhbar shares the insights of a visitor to the presidential palace.

Aleppo Executions: 79 Bodies Pulled From Syria River


Art and Social Media

A Dangerous Road Trip Reveals Extent of the Devastation in Syria
 Amal Hanano’s journey into various Syrian towns, where she struggles to fully grasp the extent of the devastation she is only used to experience through social media.

The Spy Novelist Who Knows Too Much
83-year-old French pulp-fiction writer Gerard de Villiers’ latest book entitled “Le chemin de Damas” puzzled intelligence all over the world as it made “prophetic” claims on developments in Syria.

Toronto Event: Photo Auction: Once I Was Here: Benefit for Syrian Refugees (31 January 2013)

January 2013 Culture
Jadaliyya’s culture bouquet featuring paintings as well as poems and texts translated from Arabic.

Buzz Bomb
Jeffrew Lewis’ provocative but necessary piece mocking the state department cable alleging that Syria had used chemical weapons on its citizens.

Aleppo, Syria: The Battle for Survival
Lucas Pernin’s photo gallery documenting the lives of people in Aleppo

Policy and Reports

Syria's Kurds: A Struggle Within a Struggle
International Crisis Group’s recommendations to the various actors influencing the Kurdish affairs in northern Syria.

The Financial and Relief Report of 2012
A report written by the Local Coordinating Committees in Syria.

Humanitarian Law, Ethics and Journalism in Syria
Dan Saxon says some journalists interviewed prisoners of war under coercive circumstances and “have ignored the protections that are due to prisoners under international humanitarian law”

All Parties to the Conflict Must Respect Medical Facilities
says Doctors Without Borders

The Charter of the Syrian Islamic Front
Abu Jamajem translates the disturbing charter of the Syrian Islamic Front, a coalition of Islamist brigades who sees the toppling of the regime as a means rather than an end.

Syria’s Humanitarian Crisis: a Moral and Strategic Issue
David Pollock and Andrew J. Tabler suggest ways in which the US can “undermine the Assad regime's exploitation of humanitarian assistance.”

Arabic

ما لا يستطيعون قوله في سورية

Abdel Bari Atwan writes about the battle between the opposition and the regime, which has resulted in the “destruction of Syria by its own people.”

سوريا أمام صعوبات الأزمة

Fayez Sarrah argues that Syria will face a challenge during 2013, which, according to him, will be the hardest year that the country will face in years.

لمنع فوضى السلاح: إدعموا المجالس العسكرية قبل فوات الأوان

Razzan Zaitouna condones and calls for an international material and symbolic support for the military councils “before it’s too late to stop the chaos of armaments” in Syria.

من الحسكة إلى دمشق: عن معجزة قلما تحدث

Damascus Bureau presents an account of the situation on the road from Hasakah to Damascus.

حوار في صير بني ياس!

Michel Kilo writes about his dialogue with two ex-diplomats, one American woman, and one Russia man, without revealing their identities.

في الحاجة إلى الرأسماليات وصراعها

Ward Kasouha provides a political-economic explanation for the international involvement in the struggle in Syria.

في أحوال المعارضة السورية اليوم

Mohammad Dibo writes about the situation of the Syrian opposition today.

المواطن يجوع أيضاً!

Razan Zeitouna writes about the need for more generous humanitarian aid now in Syria.

70 مليار دولار خسائر سوريا الاقتصادية منذ صيف 2011

Kamal Dib on the devastating economic performance of Syria in the past two year, which, according to him, were caused by “the armed gangs and whoever is behind them.”

قنبلة الخطيب تفجر المشهد السوري

Abdel Bari Atwan writes about the recent news about the leader of the National Coalition, Muaz Al-Khatib’s willingness to negotiate with representatives of the Assad regime.

يداوي الناس وهو عليل!

Sobhi Hadid responds to Kanan Makiya’s call for American intervention in Syria.

عن الدين والطائفية في الرواية

$
0
0

١
المجتمع العراقي متنوع دينياً وإثنياً ولغوياً وبالتالي فالكتابة عن حقيقته وواقعه لا يمكن أن تقفز فوق كل هذه الاختلافات والتناقضات، أو تمحو الهامشي، إذا أرادت أن تنفذ إلى صميم هذا المجتمع وحيواته وأفراده، وإلا خسرت الكثير. لكن الكاتب يكون في كثير من الأحيان تحت وطأة أيديولوجية ما تتحكم بالكتابة فتصور مجتمعاً نمطياً مؤمثلاً يمحو ما يجب محوه لكي “تستقيم” الصورة. وتراوغ وتحاذر كي لا تتعامل مع هذا التنوع الذي قد يكون إشكالياً، خصوصاً عندما تترجمه الخطابات السياسية والصراعات إلى عملة رابحة أو خاسرة. والرقابة الشرسة والإطار الذي رسخه النظام في ما عرف بـ “أدب الحرب” معروف ولا داعي لأن نخوض فيه لكن يجب أن نتذكر أنه رسم خارطة وخطوطاً حمراء لما يمكن الكتابة عنه أو حتى تخيله! والكتابة عن العراق في العقد الأخير، بعد الغزو وبعد الحرب الأهلية والاقتتال الطائفي لا يمكن أن لا تشتبك، بدرجة أو بأخرى، أو تعترف على الأقل بحقيقة الانقسامات الموجودة في المجتمع. فعل الكتابة الإبداعية هو نقيض المحو بكل معانيه. في “وحدها شجرة الرمان” كانت البذرة هي قصة رجل يمتهن هذه المهنة وقادتني قصته لأن أقرأ عن تاريخها والطقوس الخاصة بها في السياق الشيعي. وكانت مخاطرة، لكن الكتابة هي أيضاً اختراق عوالم غريبة وتقمص الآخر. للأسف الكثير من المراجعات التي كتبت عن “وحدها شجرة الرمان” شددت على حقيقة أنني من عائلة مسيحية وكأن كل كاتب يجب أن يكتب عن جماعته فقط وأن لا يتسلل إلى مناطق أخرى! وهذا يقودني إلى “إعجام” التي كانت عن محنة الفرد في وصراعه مع خطاب السلطة وبطشها في عراق الثمانينات والحرب والدكتاتورية. كان السارد من عائلة مسيحية وهناك إشارات إلى بعض الطقوس الدينية واستخدمت المحكية التي يتحدث بها غالبية المسيحيين في العراق في الحوارت، لكن محنة بطل الرواية وما تعرض له ليس محكوماً البتة بدينه أو دين عائلته، إذ أن الانتماء الأيديولوجي والموقف من السلطة كان الأهم آنذاك. أما في روايتي الأخيرة “يا مريم” التي صدرت منتصف العام الماضي، فشخصياتها عاشت فترة تفاقم الاحتقان الطائفي والعنف ضد المسيحيين في السنين الأخيرة وهي تتعرض لموضوعة العنف والخطاب العنصري. لكنها لا تقدم رؤية أحادية للموضوع بل رؤيتين تتعارضان. واحدة ترى تاريخاً من الاضطهاد والقمع ولا تؤمن بإمكانية التعايش مع المسلمين والأخرى تحمل الأمل وترى الأحداث الدامية في السنين الأخيرة من منظار سياسي وليس ديني.

٢
على الرغم من النظرة النقدية الضرورية إزاء “آباء” الرواية العراقية، إلا أننا نكتب بعد عقود من أولئك الآباء ونستفيد من خبراتهم وتجاربهم، كما نستفيد من نضوج الرواية عموماً في العالم العربي ومن إضافات وآفاق جديدة معرفياً وأدبياً، بالإضافة إلى التجارب الحياتية. لا أعتقد بأن لدي مهمة محددة. مهمتي هي أن أكتب روايات جميلة. لكن هواجسي ورؤيتي للعالم وللعراق وقراءتي لواقعه تنعكس في ما أكتبه. وأنا مهتم بشكل عام في ما أقرأه وأكتبه بالهامشي والمهمّش وبالمحرم. علامات “ممنوع الدخول” تجتذبني كثيراً وتولد لدي الرغبة بالدخول لأنني معني بالحدود الحقيقية والرمزية وبالتراتبية التي تنتجها وما تخفيه. وهكذا يمكنك القول بأنني أحب عبور الحدود بصورة غير شرعية. وهذا يقودنا إلى التاريخ والرواية. والخطاب الروائي حيز مهم وخصب لتفكيك الروايات الرسمية والمهيمنة ولتدوين تواريخ مهملة أو ممحوة، لكن دون التضحية بالشرط الجمالي والفني وهذا في غاية الأهمية.

٣
أنا مهووس بالمهمّش والمسحوق والمسجون، ويؤرقني أن التاريخ يعمل كجرافة تسحق كل ما ومن يقف في طريقها ليبنى على الجثث والركام قصوراً ونصباً تمجد المنتصرين. أنا معني بالمهزومين والمقبورين بانتشال أشلائهم من تحت الأنقاض والاستماع إلى حكاياتهم. وجواد في "وحدها شجرة الرمان" هو واحد من هؤلاء الذين حشرهم التاريخ في زاوية لا يستطيعون الفكاك منها، بالرغم ن من كل شيء. فهو يصطدم بالموت بشكل يومي ولا ينجح في الهرب منه. كما أن لاطائفيته في بلد يغرق في الطائفية وإنسانيته في زمن موحش، تجعله غريباً في وطنه وبين أهله. أردت أن أحكي قصة جواد التي تختصر الكثير من التناقضات والمأسي في عراق اليوم.

٤
الدين متداخل مع السياسة بدرجات مختلفة في كل مكان. لكن تسييس الدين واستخدامه في الصراعات السياسية تفاقم في العراق في العقد الأخير ودخل إلى نخاع المجتمع ولاوعي الفرد. وهكذا لا مفر من التعامل مع موضوع الدين والطائفية. لكنني أعتقد بأن الأمر طبيعي لأن الإنتاج الروائي زاد كثيراً مؤخراً واتسعت مساحة الموضوعات التي يمكن الكتابة عنها وتعددت المقاربات. كما أن الدين، بمعناه الأوسع، كعلاقة للفرد بالمقدس (مهما كان شكله ومضمونه) وحزمة من الرموز والحكايات التي تهيكل حياة مجموعة، موجود بقوة في كل تجمع بشري ولا بد للانتاج الثقافي والأدبي أن يصوره ويتمثله. ولكن، وهنا سأكرر ما قلته في جواب سابق، حين يصبح النص الأدبي مجرد منصة ضد الدين فإنه سيخسر ويضحي بهويته الأدبية.

[النص أجوبة على أسئلة طرحها الشاعر والكاتب العراقي عمر الجفال على عدد من الروائيين العراقيين لموضوع كان يعده حول "الدين في الرواية العراقية." وتعذر نشر الموضوع كاملاً وبدون حذف. تنشر ”جدلية“ أجوبة سنان أنطون كاملة وبدون حذف.] 


Slaying Saints and Torching Texts

$
0
0

When I first journeyed to Bamako to research Sufism in Mali in 2006, I was repeatedly asked two questions by my American students: Where is Mali and what is Sufism? Today, the answer to both of these questions is found daily in the headline news.

Cultural heritage in Mali is under attack. But just as the armed conflict there is not simply a battle between Islamic extremists and a weak Malian army supported by the French, nor is the destruction of Sufi shrines and Islamic manuscripts merely the result of an iconoclastic and intolerant religious fanaticism. While these violent attacks on Mali’s Islamic heritage are indeed tragic, they are sadly not isolated or unique. Sufi shrines have come under widespread assault in the past several years in Egypt, Libya, Tunisia, Pakistan, and Kashmir—and similar bouts of destruction have occurred throughout Islamic history. Sufi shrines and Sufi “bodies”—of both saints and worshippers—have recently been attacked by a wide variety of Islamists for a multitude of reasons: to repudiate grave visitation, to discourage belief in the intercessory power of deceased mystics, to oppose the government, to resist foreign occupation, to call for national liberation, and to protest the US funding of various Sufi initiatives throughout North Africa, the Middle East, and Central Asia. While these attacks on Sufi heritage have been widespread, it is only in Mali that attacks on Sufi shrines have been used to bolster the case for foreign intervention.

In mid-January at a meeting with representatives of the International Committee of Blue Shield at the World Archaeological Conference in Jordan, we discussed the “grave” situation in Mali, and the archaeological ethics of whether or not archaeologists should collaborate with the military to protect Mali’s cultural heritage. While archaeologists and anthropologists before 2001 traditionally steered clear of such collaboration, over the past decade, scholars have been working in tandem with the armed forces in Iraq, Afghanistan, Libya, Mali and Syria to provide maps—and even baseball cards—of cultural heritage sites to be protected. Having done research myself on Sufi shrines in both Mali and Afghanistan, the parallel could not be more striking between the current international outcry by scholars and the media over the desecration of Sufi heritage in Mali, and the international hysteria and politicization of the destruction of the Bamiyan Buddhas in March 2001, which was also used to build the case for a foreign military intervention in Afghanistan.

Just as the Taliban were vilified as intolerant fundamentalists incapable of grasping the importance of so-called “universal” concepts such as art, history, and world heritage, so too are groups like Ansar Deine being framed as “savages” and “barbarians.” Such a reductive analysis frames heritage solely as a victim, instead of a weapon of war cleverly employed to attract media attention, garner support and legitimacy among regional and international Islamists, and provide potent religious symbolism.

Though extremist groups have been present in northern Mali for over a decade, it was not until after soldiers led by Amadou Haya Sanogo toppled President Amadou Toumani Touré and armed groups connected to Ansar Deine (Defenders of the Faith) took control of Timbuktu, Gao and Kidal that Islamists began destroying the centuries-old mausoleums of Sufi “saints” with weapons which found their way into Mali from the recent military intervention in Libya. Thus, the recent destruction of Sufi heritage did not take place in a vacuum; rather, the current desecration is intimately connected to the conflict in Libya that toppled the Gaddafi regime, and the complex and shifting landscape of political alliances among diverse actors—some under the influence of the Gulf states—following in the wake of the toppling of the Malian central government in 2012, and struggles of the National Movement for the Liberation of Azawad for independence. Similarly, several years before the Taliban destroyed the Bamiyan Buddhas, they issued a fatwa to promote their preservation. It was not until early 2001 when the Taliban were squeezed by crippling sanctions for harboring Osama bin Laden, in conjunction with a devastating drought and the increasing ideological influence of outside actors from the Gulf, that they reversed course on world heritage, and took the Buddhas hostage. Likewise, Islamists in northern Mali did not destroy Sufi shrines and bodies until a combustible constellation of political and military events and religious ideologies competing in Libya and Mali forced them onto the world political stage.

According to UNESCO, a large number of shrines in Timbuktu, “the city of 333 saints,” have been destroyed, including at least seven Sufi shrines on a World Heritage Site. Some of the shrines and tombs allegedly destroyed include those of Sidi Mahmoud ben Amar (d 955 C.E.), Sidi Moctar, Alpha Moya, Sidi Elmety, Mahamane Elmety, and Cheick Sidi Amar. Armed groups also broke down the door of Timbuktu’s legendary fifteenth century Sidi Yahya mosque. Other shrines that were attacked include two Sufi tombs at the fourteenth century Djingareyber mosque in Timbuktu, made entirely of mud, fibre, straw, and wood, and the shrine of Alfa Mobo in Goundam. These attacks have been condemned by the Organization of the Islamic Conference, the United Nations, and the International Criminal Court. Fatou Bensouda, the Prosecutor at the ICC, has argued these attacks constitute war crimes under Article 8 of the Rome Statute.

On January 29, it was widely reported in the western media that Islamist extremists fleeing Timbuktu as French and Malian forces closed in on the desert city torched the Ahmed Baba Institute, a state of the art archival, conservation and research facility containing hundreds of thousands of historic medieval manuscripts written in Arabic, Songhai, Tamashek and Bambara on subjects as diverse as math, physics, chemistry, astronomy, medicine, history, botany and geography. The sensationalized media coverage immediately claimed that thousands had been destroyed, even though only a limited number of items were damaged or stolen, and there was no malicious destruction of any library or collection.

Before these reports surfaced, Samuel Sidibe, the director of Mali’s National Museum, asked Ansar Deine to allow the Red Cross to evacuate the manuscripts. Just as artifacts like the Buddhas of Bamiyan or Sufi shrines and the “remains” of mystics have been framed as “bodies” being “sacrificed” for a purified Islam by Islamists, and as “bodies” in need of rescue by the international media and cultural heritage experts, this appeal to the Red Cross to “evacuate” manuscripts suggests that texts too have become equated with the same “value” and vulnerability as living bodies, being just as susceptible to the terror of Islamists. Not surprisingly, Ansar Deine rejected these appeals, much as the Taliban rejected appeals to save the Bamiyan Buddhas by arguing that all they were destroying were “stones,” in contrast to the human “lives” being lost through famine and drought. Nevertheless, the fact that the media missreported—whether intentionally or unintentionally--the torching of texts reveals a hysteria about the susceptibility of the written word itself to terror. If artifacts like the Buddhas and structures like the shrines can be terrorized like bodies, why not texts?

Similar to the strategic logic of suicide bombers, the destruction of cultural heritage by Islamists is a strategy usually employed by weak actors who seek to use cultural terrorism and the media to compel the withdrawal of a real or perceived occupation of a national homeland. This is currently the case in northern Mali where the National Movement for the Liberation of Azawad is fighting for independence from Mali. Like suicide terrorism, the destruction of Sufi tombs, which contain the bodies of medieval mystics, is framed by Islamists as a symbolic “sacrifice” or “martyrdom” that is perceived as necessary to achieve national liberation and prove a political and religious affiliation with international counterparts. In this literal and symbolic destruction, the “dead” mystic body becomes a martyr for the cause of a political ideology which is ostensibly opposed to both materiality and the intercessory powers of the dead. Nevertheless, in their destruction of these tombs and “bodies” as idols—and their redundant murdering of the “already” dead—Ansar Deine has betrayed their own message, for they have themselves traded in politics and religion with images, illustrating the impossibility of transcending the process of objectification—even in the radical attempt to eradicate icons in their fetishization of immateriality.

The link between suicide terrorism and cultural terrorism by Islamic extremists is not restricted to the Sufi context; for instance, the Taliban compared their destruction of the Bamiyan Buddhas to the “sacrifice” and icon smashing acts of the Prophet Abraham; further, they aligned the timing of their destruction with ‘Eid al-Adha, and followed the dynamiting of the Buddhas with a “sacrifice” of 100 cows during a horrible famine—these symbolic and literal acts of “sacrifice” were completely ignored by the western media. As al-Qaeda and its affiliates are less a transnational network of like-minded ideologues than a cross-national militant alliance of movements working in tandem against what they perceive as a common imperial threat, the symbolic and “sacrificial” destruction of cultural heritage—and in particular the destruction of Sufi shrines and bodies—serves as an act of both national resistance and transnational solidarity with Islamists, simultaneously demarcating religious difference and repudiating foreign intervention.

Cultural heritage is almost always a casualty of war. Yet it is only when such destruction is framed under the banner of Islam—especially as a prelude to foreign military intervention—that it garners widespread international attention and outrage. For instance, if cultural heritage is damaged by drones or in the digging of military trenches, it is framed as collateral damage, but if it is framed as a target or victim of religious ideology, its damage is lamented in the nightly news, and it becomes a rallying cause for global consternation. Recognizing that war is the greatest threat of all to cultural heritage, UNESCO, in anticipation of military operations in Mali, provided the topographic features relative to the location of World Heritage sites to the General Staffs, and disseminated individual brochures and information for soldiers, in addition to the police and aid workers, to prevent further damage to Mali’s cultural heritage. Norway, Croatia and Mauritius were particularly instrumental in training armed forces in the prevention of illicit trafficking by locals, outside groups, and the armed forces themselves in Mali. 

Director-General of UNESCO Irina Bokova launched an appeal: “I ask all armed forces to make every effort to protect the cultural heritage of the country, which has already been severely damaged.” In her letter to Malian and French authorities, she urged them to respect the Hague Convention of 1954 for the Protection of Cultural Property in the event of armed conflict and its two Protocols—in particular Article 4 that prohibits “exposing (cultural) property to destruction or damage” and calls for “refraining from any act of hostility, directed against such property.” In addition to these appeals, Bokova has mobilized UNESCO’s Emergency Fund for future operations related to the assessment, rehabilitation, and reconstruction of destroyed relics.

In a war that threatens the whole region, the destruction of Sufi shrines is confirming the status of groups like Ansar Deine in Mali in the eyes of their supporters as pious champions of Islam—against both Islamic innovation and international foes intent on meddling in the region. Nevertheless, the destruction of the shrines in Mali is not being framed by UNESCO or other international bodies as part of a larger regional trend of Sufi shrine destruction, but rather as an isolated justification for military intervention. However, the destruction of Sufi shrines in Mali followed on the heels of the destruction of Sufi “spaces” and “bodies” in Libya, such as the Sidi Abdussalam Mosque, the shrine of Sidi Al Makari, the shrine of al-Shaab al-Dahmani, the shrine of Abdel Salam al-Asmar, Zawiyat Blat in Zlitan, the shrine of Abdullah al-Shaab, and the Ottoman Qaramanli graves of the family of Yusuf Pasha Qarmali. The destruction of the shrine of Abdel Salam al-Asmar was celebrated on a Facebook page called “Together for the Removal of the Abdel Salam al-Asmar Shrine,” which praised supporters of the “successful removal of the Asmar shrine, the largest sign of idolatry in Libya.”

The Union of Sufi Brotherhoods in Tunisia has reported that thirty-four shrines have been attacked since Tunisians forced Zine El Abidine Ben Ali into exile. The issue was set on the national agenda earlier this month when the legendary 13th century mausoleum of Sidi Bou Said was set on fire, destroying not just the interior of the tomb but several manuscripts as well. Further, since January 2011, at least twenty-five Sufi shrines in Egypt have been attacked.  Numerous Egyptian governorates, such as al-Minufyia and Aswan, have reported acts of violence to the government’s Ministry of Islamic Endowments and public prosecutors, and asked for state protection for Sufi structures. The question remains—why has the international community not rushed to the aid of these desecrated shrines throughout North Africa as they have in Mali?

Just as suicide bombings have a contagion effect, so too does the destruction of Sufi shrines and the religious and political ideology behind it. Beyond North Africa, recent attacks on Mali’s Sufi heritage fit well into wider international patterns of attacks on Sufi heritage and Sufi worshippers, which comes as little surprise, since Mali’s northern region has increasingly become more “international” with a number of leading extremist forces gathering in the region to lend their support. Recent attacks on Sufi “space” stretch all the way to Kashmir and Pakistan, where over fifty shrines have been attacked, such as those of Rahman Baba, Shaykh Nisa Baba, Shaykh Bahadur Baba, Sakhi Sarwar, and Ali ibn Usman al-Hujwiri.

While the internationalization of these attacks may suggest conformity of message or intent, these attacks often come coded, like suicide bombings, with different motivations beyond a militant and fundamentalist religious ideology. For instance, an attack on the Sakhi Sarwar shrine in Punjab, which killed forty-one people, was explicitly framed as an act of revenge by Ehsanullah Ehsan, the Taliban’s spokesman, for a government offensive against militants in Pakistan’s northwest province. Further, a video posted online showed members of Ansar al Sharia, al-Qaeda in the Arabian Peninsula’s political front, demolishing tombs in Yemen, such as the al Ja’dani shrine in al Tareyyah, in the villages of Al Tareyyah, Al Darjaj, and Sayhan near Jaar in Abayan province. In the video, Ibrahim Suleiman al Rubaish, a former detainee at Guantanamo and now a senior AQAP official, states, “So, just as [the mujahideen] fought democracy and representative councils which make laws alongside Allah, they are destroying the domes which are being worshipped other than Allah, along with the graves and mausoleums, which people try to get close to other than Allah the Great and Almighty.” Here, the fight and rhetoric against democracy and Sufism are seen as one and the same—another common symptom found in the strategic or perverted logic that links suicide bombing and the destruction of Sufi shrines.

In destroying the Sufi shrines in Timbuktu, Ansar Deine declared, “There is no world heritage. It does not exist.” Urging the infidels to not get involved in their business, Ansar Deine’s bold proclamation that world heritage does not exist may be read as a radical critique of “outside” claims to Mali’s heritage—claims which have served throughout history by imperial powers as convenient pretexts for intervention. Similarly, one of the Taliban’s main motivations for the destructions of the Bamiyan Buddhas was the international community’s offer of millions of dollars to save antiquities, when millions of Afghans were suffering from starvation under sanctions. Mullah Omar, in highlighting the dehumanizing hypocrisy of offering money for stones but not food, blew up the Buddhas, in part, as a symbolic act to make the world take notice of the devastating famine, drought and sanctions. Yet the English-language press, in contrast to the Urdu press, focused exclusively on the “barbarism,” “savagery,” and “primitivism” of his intolerant religious ideology, instead of the stated humanitarian message he claimed informed his intentions beyond just Islamic law or iconoclasm. In this most recenticonoclash, one must wonder if there are indeed other intended political or economic “messages” attached to the destruction of these Sufi shrines in Mali which are not being voiced or translated other than the repudiation of materiality and the promotion of a particular and intolerant interpretation of Islam. 

As in Afghanistan, the military intervention into Mali was linked very closely in rhetoric to the necessity of preserving Mali’s cultural heritage against extremists. Irina Bokova noted: “The destruction of World Heritage sites in Mali in 2012, especially the mausoleums in Timbuktu, sparked a wave of indignation across the world, helping to raise awareness of the critical situation facing the Malian people. The current military intervention must protect people and secure the cultural heritage of Mali.”

Yet as Sufi shrines are being destroyed across the Muslim world, the question arises: What makes the Mali case unique and deserving of all this media attention? Is it the scale of the attacks on cultural heritage in Timbuktu, or is the destruction of cultural property during a time of armed conflict a convenient rallying cry for a military incursion, as it was in Afghanistan? And will this pretext—the destruction of cultural property and specifically Sufi shrines—be used for further military action in the region? Think tanks like the RAND Corporation, the Nixon Center, and Carnegie have been urging US policymakers for years to support Sufism as an antidote to “extremist” Islam through the construction of Sufi places of learning, the publication of Sufi materials, and the renovation of Sufi shrines. It seems that instead of promoting the Sufi ideals of love and tolerance, the perceived alignment of US policy interests with Sufism has backfired and placed Sufis in the line of fire, forcing many of them to fear for their own personal safety and retreat from these common and often historic places of worship.

Materiality is often relative to power and specific regimes. Therefore, it is no coincidence that the Ansar Deine, in their attempt to grab power and attention in the political arena and the worldwide media, took actions to deny the material efficacy of the Sufi saints and their tombs, to which many Malians have turned for blessings, inspiration, and healing for centuries. While the destruction of Sufi shrines in Mali can be easily viewed as an uncompromising or anachronistic interpretation of Islam, these acts also project symbolic solidarity with international Islamic groups and movements, many of whom are also being credited with inspiring and executing these unfortunate attacks.    

The denial of the intercessory power of the souls of Sufi “saints” or of the healing powers of the Sufi shrine are, in effect, a rejection of materiality, not unlike the Taliban’s rejection of the Buddhas as nothing more than “stones.” Such a drastically different reading of material culture—one that strips the material of meaning, value, and historicity—arouses a strong sense of threat to so-called “universal” conventions about what has value and is worth preserving. The tendency in the media and by cultural preservationists to frame competing notions of materiality and the value and capacity of heritage, not as different, but as wrong, results in analyses that overemphasize the moral dimension in an attempt to protect and maintain the appropriate hierarchy of representation and the relationship between the material and immaterial which is falsely assumed to be stable and universal. Thus, what is at stake here is not necessarily heritage preservation, but self-preservation—when these objects are destroyed, it is not culture which is destroyed, but our very notion of ourselves, and what it means to be “material” and have value. Thus, the desecration of the saint’s body is the desecration of our own body—which is why the outcry against such destruction creates such an emotional response that borders on the hysteric.

As the number of conflicts involving non-state actors and “cultural terrorism” or “culturcide” is growing, international treaties like the Hague Convention which binds only state actors will fail to protect cultural heritage.  The attacks on Sufi heritage, sadly, will only continue to intensify, for what is at stake is not just a battle of religious ideologies, but a battle over meaning—over materiality, its value, and its potency as a literal and symbolic weapon. For Islamists, the Sufi shrine, Sufi body, and Islamic “text” serve as convenient weapons which with to attack tolerance, democracy, occupation, imperialism, and materiality. Instead of dismissing these atrocious attacks on cultural heritage as “barbaric” or framing the destruction of material culture as merely as an extremist interpretation of Islamic law or belief “gone wrong,” it is essential that we engage in a more nuanced discussion of the relationship between materiality, politics, terrorism, and the body to understand the internationalization of these debates in places as diverse as Mali, Libya, Egypt, Tunisia, Chechnya, Kashmir, and Pakistan. 

As someone who has researched countless Sufi shrines from Mali to Afghanistan, it is heartbreaking to watch these legendary shrines, erected to commemorate exemplars of love and tolerance, callously destroyed in the name of religion and politics. It is my sincere hope that the rich ideals of syncretism, tolerance, peace, and love—embedded in the Sufi beliefs and practices of Mali and impervious to extinction no matter how many shrines are demolished—will ultimately triumph over all forms of ignorance and destruction currently ravaging the beautiful country of Mali, where my home in Bamako sits empty, waiting for me to return.

UK Professors Push Back against Government Plans for Open Access

$
0
0

[The following article was originally published on Tadween Publishing's blog. For more information on the publishing world as it relates to pedagogy and knowledge production, follow Tadween Publishing on Facebook and Twitter.]

In the aftermath of Aaron Swartz’s death, which propelled the argument over open access into the headlines, a collection of university professors in the United Kingdom are pushing back against a new government policy that is attempting to implement open access to academic publications.

The UK minister of state for universities and science David Willetts is planning to make all publicly funded research available for free by 2014, a decision that recently prompted a critical response from a select group of academics. Academic professors associated with the Royal Historical Society, the Political Studies Association, and the Council for the Defence of British Universities have expressed their concern over Willetts’s decision.

“As the leaders of a diverse group of learned societies, charitable organisations that exist to promote our respective academic disciplines, we support the idea of more open access to academic research. There are, however, a number of problems with the rushed policy,” stated a select group of academics in a letter published on January 25.

In the letter, the group of academics criticizes the new policy for being implemented too quickly and without proper consideration for all the groups within academia that will be affected. Specifically, the letter states that while the effect of the new policy on the academic worlds of technology, mathematics, and the sciences has been given consideration, policy makers have neglected to consider how the policy will impact the social sciences and humanities.

The authors also argue that the new policy puts too much control in the hands of universities, which they say will become the overall “gatekeepers” of the publishing world. They state, “No longer will publishing be governed solely by peer review, but instead by a university committee, likely to be of non-experts and governed by institutional considerations rather than academic quality.” In addition, they also criticize how the policy will shift the burden of paying fees for publishing to the authors.

Despite the authors’ disapproval of the new policy, they do not fully condemn the idea of moving toward open access, but rather hope for more intensive scrutiny of how the policy is developed.

According to the Department for Business, Innovation and Skills, Willetts is scheduled to give an update about the new policy to parliament next week.

Tadween Publishing first reported in December 2012 on the United Kingdom’s shift toward open access. In July 2012, the UK government decided to take the advice of a report issued by Janet Finch of the Working Group on Expanding Access to Published Research Findings, which suggested that publicly funded research be made available for free to everyone.

Jadaliyya Monthly Edition (January 2013)

$
0
0

This is a selection of what you might have missed on Jadaliyya during the month of January 2013. It also includes the most recent videos, roundups and the most read articles. Progressively, we will be featuring more content on our Monthly Edition series, and we now have a page dedicated to all roundups.

 

 

Maghreb Media Roundup (January 25 and February 1)

$
0
0

 [This is a roundup of news articles and other materials circulating on the Maghreb and reflects a wide variety of opinions. It does not reflect the views of the Maghreb Page Editors or of Jadaliyya. You may send your own recommendations for inclusion in each week's roundup to maghreb@jadaliyya.com by Wednesday night of every week.]  

Algeria

Ya Ali Ya Ali L'Algerie est redevenue francaise Amar Cheballah laments the forgotten spirit of the Algerian revolution.

Algerian hostage crisis could weaken veteran spymaster Ian Black describes the potential affects of the In Amenas crisis on Algeria’s state surveillance apparatus.

Some early Algeria perspectives on the Sahel situation The Moor Next Door describes Algeria’s positioning with and during the French SERVAL intervention, and provides a survey of media coverage.

The Eradicateurs Geoff D. Porter describes Algerian response to hostage crisis in terms of remembered experience of 1990s.

Crise d’In Amenas: Comment les terroristes ont manipulé l’opinion. Baki 7our Mansour underlines the role that media played in shaping opinion on the In Amenas hostage crisis.

Algeria hostage crisis: Full story of the kidnapping in the desert The Guardian gives a chronological account of the hostage crisis.

Some Algerian attackers are placed at Benghazi Egyptians tied to attacks at In Amenas also had ties to Benghazi attacks.

Libya

مؤتمر صوت واحد Hiba Alshabani speaks on civil society and women’s issues at the One Voice conference.

ما بعد ليبيا للإتصالات والتقنية : وضع الإنترنت في ليبيا Kifah Libya describes the need for diversity in telecommunications beyond LTT

Imazighen de Libye : la marche vers la souveraineté! Masin Ferkal reports on recent tribunal meeting of Libya’s Amazighs and their struggle for sovereignty and recognition in Libya – with photos.

Armes libyennes et menaces sur la région : les effarantes révélations d’un haut responsable de Human Rights Watch An interview with Human Rights Watch Emergencies Director Peter Boukaert on the implications of an armed and fractured Libya in the region.

'Get Out Of Libya' - Is Threat To Brits Real? Tim Marshall questions British warning to expats in Libya and its contribution to confusing narrative of Libyan “threats.”

UNHCR: Libya fears return of Touareg fighters from Mali UNHCR warns of impact of Touareg fighters fleeing Mali into Libya.

Video: Hillary Clinton Benghazi Attack Hearing Hillary Clinton defends US foreign policy in response to Benghazi attack.

Mauritania

مدينة أكجوجت : الواقع و المستقبل ،المشاكل و الحلول « شهَادَةٌ @Ould_Euler describes environmental and labor abuses at the MCM mines in Akjoujt.

الأطفال الأزواديون لاجئون في موريتانيا Essirage TV program special feature on children living in Mauritanian refugee camps.

Mauritania's Overlooked Uprising Al Jazeera English highlights Mauritania’s February 25 movement and mounting frustrations.

Mauritanie : Ni guerre ni paix Sneiba Mohamed of Elhourriya.com describes Mauritania’s tenuous position in the conflict in Northern Mali.

مسيرة احتجاجية طولها 700 كم Seasonal “Journalia” workers march against injustice perpetuated under President General Abdel Aziz (story by Ahmed Jadou.)

Mauritania’s Society on the Mali War: Niet!! Nasser Wedaddy analyzes the implications of General Aziz’s support for France’s intervention and Mauritanian opposition.

احتجاجات في موريتانيا بسبب تصريحات السفيرة الأمريكية لديها A compilation of videos by @mintmauritanie on Mauritanian protests in response to US Ambassador Joe Allen Powell’s remarks on Mauritania’s internal affairs.

Morocco

المرأة المغربية بين الصورة الإعلامية والواقع الاجتماعي Fatima  Zohra El Mrabit describes the gap between Moroccan women’s representation in the media and reality.

 Enquête au royaume de la rente Lakome.fr publishes an exhaustive survey of the clientalism so prevalant in Morocco (in several articles.)

Morocco street vendors to gain rights Siham Ali reports on moves to legalize street vending and increase rights for vendors, with a pilot program inKenitra.

Morocco/Western Sahara: Repression Belies Reform Pledges Human Rights Watch annual report confims repression in Morocco undercuts progress.

Accusé de viol, un député UC acquitté par la Justice Moroccan deputy Hassan Arif is acquitted of the rape of Malika Slimani.

عاجل:مليكة التي تتهم برلمانيا باغتصابها تخوض اضرابا عن الطعام لاجبارها على الاعتذار لوكيل الملك Malika Slimani is arrested for outrage at Arif’s acquittal despite DNA evidence that he fathered her child and begins a hunger strike while detained.

Proces Arif: Quand la justice est un théatre de l'absurde Qandisha feminist collective’s Marwa Belghazi reacts to Arif’s acquittal.

Arrestation en France de quatre militants pour la démocratie au Maroc Four Moroccan activists arrested in France in front of Mohamed VI’s chateaux.

Tunisia

Tunisia confronts security challenges Monia Ghanmi warns of the potential dangers for Tunisia of rising jihadism in the region.

Tunisia should focus on internal security not border control Felix Tusa describes the futility of investment in border control in Tunisia.

State of Emergency Extended, Despite Previous Reports Elena Lesley reports that Tunisia’s state of emergency is extended to March.

Tunisia must drop unjust charges against graffiti artists Amnesty International implores Tunisia to drop charges against street artists from anti-poverty group Zwewla.

La Tunisie face à la montée du djihadisme Sarah Ben Hamadi warns of mounting jihadism in Tunisia.

Tunisie : l’avant-projet de Constitution « prépare les conditions d’un blocage » Thierry Brésillon analyzes the Tunisian constitutional draft and finds much to be desired.

Recent Jadaliyya Articles on the Maghreb

Early perspectives from Algeria on Northern Mali and French intervention

Focus sur le Mali, troisième partie: Une périlleuse démonstration de force de l'ancienne puissance coloniale

Mali in Focus, Part Two: A War That Threatens the Entire Region

Focus sur le Mali, deuxième partie: Une guerre qui menace toute la région

A new revolt in Morocco: An Interview with Mohamed El Marouani

قراءة هادئة في نداء 13 يناير

Mali in Focus, Part One: The Jihadist Offensive Revisited

Mohamed El Marouani: « Les ingrédients d’une nouvelle vague de révolte, sont désormais réunis »

Mohamed Majd

$
0
0

The great Moroccan actor Mohamed Majd passed away last Thursday, at the age of seventy-three, at a clinic in Casablanca. He was admitted the week before for respiratory problems, following a short stay in Dubai to promote Noureddine Lakhmari’s latest feature Zero (2012). Majd plays one of the lead roles in this film about police corruption, social exclusion, and an anti-hero's redemption through love found in the film-noirish streets of downtown Casablanca.

The renowned actor was laid to rest in Casablanca, where he was born in 1940. His death follows the recent loss of many figures of Moroccan cinema's first generation of directors (Ahmed Bouanani), actors (Hassan Skalli, Mohamed Saïd Afifi), and technical virtuosos (Naïma Bouanani). Even though Moroccan cinema is still less known internationally because of its domestically-focused themes and politics, actors like Mohamed Majd have enjoyed international renown thanks to their talent, as well as the strong presence of global cinema in Morocco.

The North African kingdom has attracted renowned filmmakers to shoot films in its well-preserved medinas and the south-eastern desert, which boasts exceptional light and scenery, not to mention able technicians and many studios. From David Lean's Lawrence of Arabia (1962) to Ridley Scott's The Gladiator (2000), Morocco is a familiar scene in international films, even if it is rarely recognized as such. What is also little known is the relationship of local actors to foreign productions.

It is true that most of the roles are landed by anonymous extras, with cinema playing a major role the economy of provinces such as Ouarzazate (often called Africa's Hollywood). But local actors can also perform shoulder-to-shoulder with big stars in films such as John Huston's The Man Who Would Be King (1975), Stephen Gaghan’s Syriana (2005), Alejandro González Iñárritu's Babel (2006), and Radu Mihaileanu’s The Source (2011). Some of these actors often go on from minor appearances in Western productions to major roles in international and Moroccan cinema. Mohamed Majd was one of these actors.

After a career in theater and television during the first fifteen years following Morocco’s independence from France and Spain in 1956, national and international directors remarked on Majd’s acting talent. He was chosen to play roles in several of Abdelmajid Rechiche’s films in the 1970s. Majd was brought to international attention by Moustapha Akkad in his film The Message (1976), which stars Anthony Quinn, Irene Papas, and Michael Ansara. The film relates the life of Prophet Mohammad; shooting of the film began in Morocco, but after six months, the Saudi government exerted influence on King Hassan II to stop production due to the film’s perceived offence to the Wahhabi doctrine’s prohibition of any visual representation of the prophet of Islam. Akkad completed his film in Libya at the invitation of Colonel Muammar Qaddafi, who bankrolled the project with a thirty-five million dollar investment after the withdrawal of the Gulf countries’ support. Qaddafi also provided three thousand troops as extras. Majd subsequently appeared in other international productions from the United States and Europe, including Philippe de Broca’s 1001 Nights (1990).

However, Majd's most enduring legacy will likely be his prolific career as an actor in Moroccan cinema from the late 1990s to his death. After a long absence from national screens, Majd reappeared by playing the lead role in the award-winning film Farewell, Traveling Player (1997), directed by Daoud Aoulad Syad. He also acted in three of Syad's other internationally acclaimed art-house films, The Wind Horse (2002), Tarfaya (2004), and Waiting for Pasolini (2007). Majd also excelled in films made by Moroccan directors with a wider international impact. Three examples are Nabil Ayouch's Ali Zaoua (2000), Faouzi Bensaïdi’s A Thousand Months (2003), and Ismail Ferroukhi's The Big Trip (2004). All three films won top prizes at various international festivals, thus bringing Majd further into the limelight. In 2006, Rachid Bouchareb cast him in his Days of Glory.

Despite his various accolades and the heavy demand for his acting talent over the last decade, the man was noted for his great humility. Majd was also known for his generosity towards young actors and the help he provided to new filmmakers in Morocco's thriving film industry.

الحائِرُ بِحَياتِهِ

$
0
0

اليوم تذكّرتُ الحياةَ. تذكّرتُ أني حين ركضتُ خلفَ الحياة تركتُ الحياة خلفي. شعرتُ بِرُهاب كبير. أخفيه ولكنه يتسرّبُ من جوارحي. رأيتُ أحدهم  يضحكُ فعجبت. رأيته يشعر بالبهجة فغبطته.  لم أغبطه. كأنه عندي كان يفتعل السعادة. تساءلتُ كيف يشعر من يكون على ما يرام. كان يحاول أن يجذبني إلى حديثه ولكن كان يذعرني الحديث إليه. كنت أخشى أن يحدّق فيّ. كانت هواجسي تتشاجرُ. كنت أحاذرُ أن يسمعني. كنت أخاف أن أقترب منه أو يقترب مني. إرتعبت وتلمست جسدي كأنني كنت أخشى أن تفزعه ثآليلي.  هكذا كنت مجتهداً في غمرة العصف الذهني لا يستوقفني شيء. لا أكف عن الخواطر ولا تكف عني.  يأخذني ما قَرُبَ منها وما بَعُدَ.

تذكرت أنني تنقصني المهارات. تذكرتُ أنني في البدء كانت ترعبني فكرة أنني سأكون رجلاً محترماً له شوارب. أعباء الرجل ذي الشوراب ثقيلة. الرجلُ ذو الشواربِ ذو يقين. الرجل ذو الشوارب يعرف دروب الحياة ويتأبّط ألف برهان ويعرف الأدلّة. تذكرت أنني تعتريني رغبة شديدة بالهرب، ولكنني كنت أظهر خلاف ذلك. الهرب من أين؟ إلى أين؟ مما مضى إلى ما سيأتي أو مما سيأتي إلى ما مضى. من هناك إلى هنا. الهرب من أي شيء إلى أي شيء.  تذكرت عجزي وسآمتي. تذكرتُ حياتي الأولى. تذكرت الأباريق يحملها الضيوف إلى العراء. تذكرت ريح الشمال تنسج العجاج. تذكرت شبه صديق حدثني قبل أيام عن الربيع العربي وحلف أنه منذ الوهلة الأولى يعرف أنه إنما هو مخطط كبير، وحدثني عن الأتقياء. كم وددتُ أن أرى تلك الصور الرومانطيقية التي يستجلبها بحديثه عن الصالحين الأولين. تـذكرتُ بئر عمتي نُخضْخضُ فيها الدلاء فتأتي ملآى بالضفادع والماء العكر. تذكرت المغرفة الكبيرة ذات الثقوب. تذكرتُ المنخل والغرابيل.  تذكرتُ الطير يترصد بها عباس في البيادر. أعْجَزَهُ صيْدُ الزرازير فَمالَ إلى الفاختة. أتذكّر الحياة وأرتجفُ. أرتشف قهوة مزاجها كافيين ثخين. كأنني أتبدّدُ. أريد قدحاً يحويني.

أمضي ساعات النهار منهمكاً أرفعُ الحجارةَ من الشقّ الأسفل في الجبل، حجارة أقطعها وأنحتها وأحملها على عاتقي. أضعها على مصْطَبة قرب مُنْحَدَرِ سحيق. أدقّها وأصقلها ثم أحملها وأضعها في الجانب الأيسر من الجبل. الطريق من المقلع إلى المِدَقّة أخدود مرصوف بجلامد غليظة تقطع حوافر البغال ويحفّ به عوسجٌ نضير. أحدّق بين الفينة والأخرى في وجهي تعكسه شفرة الفأس. جبيني فاحم وفي بُنْصري خاتم ذو شذرة خضراء تشتدّ خضرتها في العتمة والغسق. تهب ريح فينهضُ غبار مثل أجنحة الجراد يغشى البصر. أطرقُ وأسدرُ. أهيَ عينٌ تعشى أم أفقٌ يضيق؟ كلما هويتُ بالفأس على صَخْرة، قدحتْ وصَوّتَتْ و تطايرت الكُسارة في الهواء. يرتطم الصوت في شعاف الجبل ويتردد بينها. تضاعف وعورة المكان شدة الصدى. أتلفت فأرى حياة الكائنات كما هي. الهندباء البهية تسطعُ صَفْرتها وسيقان البقلة الحمقاء مِحْمرّة مِزرقّة مثل أوردة الدوالي. الخزامى بهيجة تتفتّحُ بين أحجار الكلس،  ووراء العوسج تنبت شجرة خشناء لا أعرفها لها أوراق تنمو مثل الكلاليب، تتدلى منها ثمار تشبه الأصابع المحنّأة.  هنالك وروارٌ أزرق الخدّ يجثمُ على غصن قَيْقَب يرقبُ حركة الحشرات على السفح وقندس له شفة بعير وأخمص إنسان باسط ذيله المسطح بين البرْدي في قاع فيه حصى كأنه خرزٌ ملون، لم أك أعلم أن البردي ينبت في هذا الصقع. لم أرهُ البتّة من قبل. و هنالك جُعَلٌ منهمكٌ لا يرى خيراً إلا في قرموطة. غزالٌ يمشي إلى العين بحذر، لم الحذر؟ لا قَيّوط ولا صيّاد هنا.  كمْ راعتني فكرة أن الحياة تبدو كما هي. تداعَتْ الحجارة التي رصْرَصَتها قرب المِدَقّة فهَرعْتُ إليها.

كلما آلمتني فقرات ظهري تذكرت سنواتي الأولى. كان لدينا رهطٌ من الحمير الكسالى ، وثلاث بقراتٍ صُفْر وثورٌ سامريٌّ مُجَنّحٌ أمْلَح، وخمسون نعجة يرأسهن كبش كثير النكاح وكان الكبش يتشيّع. وكان لدينا بعض الدجاج ينقر عناقيد الحصرم فيغضبُ كسّاب وهو من أصحاب الكتاب ويهشّ الطير بالحجارة. وكان لدينا حصان محزون يسبّحُ في الليل ويعلفُ وريقات البرسيم والحصى.  وكان بجوارنا ثلاث بيوت وعلى مرآى منا نيف وعشرون بيتاً وكان البدو في البيد والطنطل في الفيافي.  وكنا ننحر الأضاحي في الأعياد وكنا...وكنا.

كلما تذكرت سنواتي الأولى  تذكرت عَيّي وعجزي. كانت هذه دارنا الأولى فأين هي الأخرى؟ كنت يافعاً أحلم بالنمو كي تتضح ملامح الأشياء. كانت الحياة بيدي أو هكذا بدا لي. كنت أطير من غصن إلى غصن. تطير بي الذكريات ويُرجعني صوت رحى الحَجَر في الشعب المجاور. ما إن أفرغ من صخرة حتى أقتلع صخرة أخرى.  تذكرت الحمار يحبقُ أحياناً لشدة وطأة الجوالق. أغني أغنية طالما غنيتها:  

 أنا فَتَحْتُ المُدُن! 

أنا عرفتُ الشمال!

 أنا جُبْتُ الأرضَ، جِئْتُ مِنْ مَشْرِقِها!

 كنت في نينوى!

سبحت في شط دجلة!

كنت أُعَدُّ من الأجانب!

رأيت الغجر في حمّام العليل،

 وددت أن أكون منهم

أجترح الكبائر!

حين أعود في المساء أتناول  طبيخ الخبّاز أو حساء الحندقوق و عصيد الشيْلم. وما إن أضطجع على السرير حتى يتفاقم التفكر بالغيوب. أفكر بالشيء. خلقني من طين وخلقته من أسى. أيها الشيء لست على شيء. أيها الشيء كأنك لاشيء.  أيها الشيء وهمك حاضر يطيف بي وعلمك غائب. أيها الشيء كلما تدبّرتك، بدوتَ أكثر توحّشاً. أيها الشيء أريد أن يكون لي بيتاً يضمني له جدران وفيه مدفأة و له كوة أحدق منها على الكون. أجلس فيه وأسترخي من عناء العمل في المساء. حياتي خداع وتأجيل. صور رسمتها لنفسي في الصغر. كبرت الآن وشابت ذؤابتي. لم تكبر تلك الصور ولم تتغير.  كل شيء يسير صوب الإكتمال غير أنني أقف هنا منذ زمن بعيد. أترجرج متى جئت إلى هنا. يا خير! خذني إلى يمينك، أنا سئمتُ الشمال! يا خير! خذني! خذني إلى الذكرى! يا خير! أنا تَمزّقْتْ ! خِطْني!

نمتُ. في السّحَر تراكمت غيوم كثيرة. أدهشني البرق المتكسر في حواجب السحاب.  هنالك طائر أسود يجثم على شجرة عُلّيق أزرق نبتت قرب الشباك. لم يكن عقعقاً أو غراباً. كانت الريح موحشة. قأقأ هنيهة في الظلمات وغفى. إرتعدت غصون العُلّيق وهطلَ وابل غزير إبتلّتْ مِنه خوافيه. قفزَ على جلمدة ملساء. طار وجثم على غصن شجرة. بعد أن توقف المطر نسل ريشه وتفقّد مخالبه. أنامُ و توقظني جلجلة الرَحَى المُدوّيّة في الشِّعاب، أنهضُ وأعود إلى الحياة تَتخطّفني الهواجس. أقتلع صَخْرة وأدحْرِجُ أخرى.

Regarding the Torture of Others in "Zero Dark Thirty"

$
0
0

Much of the hype and controversy surrounding Zero Dark Thirty centers on the issue of torture. The acting director of the CIA as well as three US senators have criticized the film for exaggerating the role of “enhanced interrogation techniques” in the search for Osama bin Laden, while commentators have criticized the film for advocating torture, some going so far as to call the film’s director, Kathryn Bigelow, an “apologist for evil.” Cinematographically, the film has received rave reviews, garnering five academy award nominations, among them best picture and best actress for Jessica Chastain’s depiction of CIA agent Maya. Yet what is at stake when the torture of others—ambiguously true, historical torture—is displayed in the movie theater for the sake of entertainment?

Bigelow has said in interviews that “what we were attempting is almost a journalistic approach to film,’’ and the first line of the film reminds the audience that it is “Based on Firsthand Accounts of Actual Events.” It would have been inaccurate—if not outright immoral—to exclude torture from the plot entirely. Zero Dark Thirty does not take an explicit moral stance, neither celebrating torture nor condemning it. It deals with torture vaguely enough for the audience to find evidence to support whichever ideology they are searching for, to debate whether the film justifies practices like waterboarding for indirectly leading the CIA to bin Laden, or whether it reveals that torture is ultimately ineffective.

Notably, the film’s torture scenes do not produce reliable evidence, resulting in the brutalized detainee refusing to speak or shouting out useless information. It is during a calm lunch afterwards that Maya tricks Ammar, the detainee (played by Reda Kateb), into revealing evidence that ultimately leads the agency to bin Laden—information that, in fact, the agency already had obtained. Whether or not the film exaggerates the role of torture in the CIA’s search for bin Laden, it stops short of declaring that torture, effective or not, is always immoral—the conclusion that those who stand against torture expect.

At the heart of the accusations against the film lie unspoken fears of how it will contribute to public debate on torture in the United States. Part of that equation is whether the film skews the facts, but the second part is emotional—specifically, how the film structures the viewer’s emotional response with regard to torture. Regardless of whether the film justifies torture, watching the torture scenes is undeniably uncomfortable, more intricately so in a film that is “part narrative feature and part documentary” and where the line between fact and fiction is blurred. It is this confusion between fact and fiction that is so disconcerting when it comes to viewer response. As Steve Coll writes, “the filmmakers cannot, on the one hand, claim authenticity as journalists while, on the other, citing art as an excuse for shoddy reporting about a subject as important as whether torture had a vital part in the search for bin Laden, and therefore might be, for some, defensible as public policy.” Viewing relations are complicated in a film that claims to be both art and journalism, both fiction and documentary.

How are we to view images of suffering—particularly in the context of art? This question was posed memorably in 2004, when a collection of Abu Ghraib torture photographs was exhibited at the International Center of Photography in New York and the Warhol Museum in Pittsburgh. One reviewer wrote: “As for surviving detainees, how might they feel about being exhibited like this? Elsewhere, their images have become tools of political resistance, but here the detainees are in a sense twice violated, first as objects of the photographers' derision, then as objects of the audience's detached contemplation.” Unlike the photographs, Zero Dark Thirty is not a record of actual torture, but because it claims to be journalistic representation, it is tantamount to torture reenactment, not simply torture depiction.

In Regarding the Pain of Others, Susan Sontag writes that “Certain photographs—emblems of suffering…can be used like memento mori, as objects of contemplation to deepen one's sense of reality….But that would seem to demand the equivalent of a sacred or meditative space in which to look at them.” Just as she believes it is exploitative to look at photographs of other people's pain in an art gallery, if we consider Zero Dark Thirty to be documentary, it is equally exploitative to watch other people’s torture in the movie theater.

Luc Boltanski would argue that the ethics of the situation change when suffering is brought into an artistic register. He addresses the dilemma facing spectators of atrocities in Distant Suffering: Morality, Media, and Politics, asking what might be morally acceptable responses to the sight of suffering in the media.A “politics of pity” relegates the spectator to actionless observation; in a “politics of justice,” the viewer seeks justification for suffering, but there is a third possibility in “the aesthetic topic.” Boltanski argues that it is only through an artistic intermediary, such as a painter or a filmmaker, that the viewer of suffering is able to view suffering justly: “This process, and only this process, saves suffering from insignificance.” The aesthetic process is in the end one of legitimation: “by revealing its horror and thereby revealing its truth, [the artist] confers on this suffering the only form of dignity to which to which it can lay claim.”  

Finding an appropriate response to torture depicted in Zero Dark Thirty is complicated because the film blurs fact and fiction. Should the viewer respond to it as documentary, or as art? As Sontag and Boltanski show, appropriate responses to each are markedly different. The audience watches Ammar stripped naked, suspended by ropes, waterboarded, sexually humiliated, stuffed into a small wooden box, and led around the room in a dog collar, all while reclining in theater seats and grazing on popcorn. Is this entertainment? Or is the audience bearing witness to the atrocities committed in the name of national security? 

Ultimately, the amount of torture the film presents is not what matters, but rather the context in which it is presented. After all, if Bigelow had exaggerated the amount of torture used in the search for bin Laden to make an argument for its immorality, along the lines of Tim O’Brien’s The Things We Carried, we would hardly be hearing the same outcry from critics and commentators. If the audience is looking for compassion, regret, or condemnation of torture that the United States has committed against individuals in the detainee program, they won’t find it in Zero Dark Thirty. Maya’s character steels herself as she watches Ammar being tortured, and when he pleads with her for help, she tells him coldly “You can help yourself by telling the truth.” As Frank Bruni notes, the torture sequences are set up as “payback,” immediately following a chilling audio reenactment of Americans trapped in the burning World Trade Center, in the last moments of their lives. Dana Stevens writes that the film’s depiction of the raid on bin Laden’s house in the last half hour of the film is tantamount to “a collective revenge fantasy” for American audiences. It is these elements of the film, more so than any exaggeration of the amount of torture used, which shape audience understanding and, ultimately, public sensibilities about torture.

If Zero Dark Thirty were a documentary, the audience could feel they were bearing witness to the injustice of torture; if it were a pure fiction, they could confer a sense of dignity to the suffering of those in the detainee program. But in a film that blurs fact with fiction, the audience is unable to adopt either of these positions, and is left applying emotional responses based on art to what they may perceive as documentary—and this is what is most uncomfortable about the film. Objections that the film comes “too soon” after bin Laden’s death—just nineteen months—are cognizant of the fact that entertainment can and does shape public opinion. Nowhere is this more clearly shown that in the research of Amy Zegart, intelligence and national security scholar at Stanford University, who has attributed the significant rise in public support for torture during the last several years in part to the influence of spy-themed entertainment. “There is plenty of anecdotal evidence suggesting that the boundary between fake spies and the real world is blurring in some disconcerting ways.” This is precisely why it is so important to actively and closely question films like Zero Dark Thirty—not necessarily for how closely they come to the truth, but for the ways in which they affect public opinion and change commonsense attitudes about grave moral issues like torture.


Romancing the Throne: The New York Times and The Endorsement of Authoritarianism in Jordan

$
0
0

On 23 January 2013, elections were held for the seventeenth parliament of the Hashemite Kingdom of Jordan. During the past several months, the monarchy and its allies hailed the 2013 parliamentary elections in Jordan as both the symbol and litmus test of the regime's commitment to "reform" in the country. Alternatively, the Islamic Action Front (IAF)—the political wing of the Jordanian Muslim Brotherhood and the leading political opposition group since at least the early 1990s—called on Jordanians to boycott the elections in protest of what they described as an unrepresentative political system. These two opposing views represent a conflict over the definition of the current status quo in Jordan. For those championing the elections, the regime is serious about reforming itself. They posit the elections as an opportunity for change and development in Jordan, as it is framed within a teleology of progress anchored in neo-liberal reform and the expansion of the parameters of permissible speech. In addition, they frame calls for boycotting the elections, indeed the act of boycott itself, as indifference, laziness, and a lack of commitment to political change. For those boycotting the elections, the regime is not serious about reforming itself. They highlight the ways in which recent reforms do little to challenge the centralization of decision-making in the Jordanian political system, and its shielding from any meaningful transparency and accountability. More specifically, they claim that the rules and regulations governing the elections represent intentional strategies of regime-managed electoral contestation that serve only to reproduce that centralization of power.

In the build up to the elections, many reporters and analysts claimed that the "success” of the vote—and in turn, regime efforts at "reforming" itself—depended in large part on whether or not the IAF-led boycott would effect the overall vote turnout. Days after the election, both the participation rate and the election process are being hailed by many state elites in Jordan, their allies around the world, and commentators as a resounding symbolic and tactical victory for King Abdullah II, his regime, and its supporters. While some have cast the IAF as the “biggest loser” in the 2013 elections, others have focused on the “success” of the regime. In effect, the discussion on politics in Jordan has shifted from debating the efficacy of elections as a form of political practice to a celebration of the conducting of elections as a sign of progress. The actual rules regulating the elections, or the distribution of power within state institutions—most notably, between the palace and the parliament—is of secondary relevance in such discussions.

The significance of the just described shift should not be lost on us. In some senses, it represents an important recalibration of the indicators of legitimacy among reporters and analysts alike in the aftermath of the eruption of protests across the Arab world—collectively referred to as the Arab uprisings. Underlying much of the celebratory narratives is the claim that a boycott had little-to-no effect on the elections, as well as the reality that they were carried out with minimal public protest and street demonstration against the regime—at least none that mirrored those of January-March 2011 as well as November 2012. Forgotten are the years of top-down regime managed “reforms” that characterized Jordan and every other authoritarian state in the Middle East and North Africa between the late 1980s and through the end of 2010. Also forgotten is the fact that those regimes were able to “upgrade” their authoritarianism through such elections, and that the taking to the streets in many cities across the Arab world during 2011 and 2012 was in large part a rejection of formal politics. What many journalists and analysts seem to be doing is doubling down on their previous arguments about the alleged moderation—and, in some cases, benevolence—of the Hashemite regime in Jordan.

Such characterizations certainly build off of the fact that protests in Jordan throughout 2011 and 2012 never developed into the types of protests organized in Tunisia, Egypt, Bahrain, Yemen, and Syria. In Jordan, they were both smaller in size and overwhelmingly reformist (rather than revolutionary) in demands. Add to this the official “higher” voter turnout (vis-à-vis the 2010 Jordanian parliamentary elections) according to the newly established Independent Election Commission (IEC) of Jordan, and one might be left with the impression that the regime is not only reforming itself but that the citizens of Jordan believe in these reforms.

Reform vs. Restructuring: The Politics of "Progress"

On 30/31 January of this year, the New York Times (NYT) ran an article entitled "In Jordan, Progress in Small Steps." This was only five days after the NYT had ran an article entitled "Loyalists to Dominate Jordan's New Parliament." If one were to think that the two stories represent divergent views of the recent parliamentary elections, or Jordanian politics in general, one would be wrong. This accidental slippage (at best) or intentional conflation (at worst) between "progress" and the regime's continued dominance of the political system in Jordan is nothing short of an accurate representation of the key analytical problem with much of the commentary on the kingdom that journalists and scholars have produced over the past few months. To better understand this problem, one must breakdown the arguments advanced and the assumptions they are based on.

Much of this type of “positive assessment” of the elections hinges on the official turnout rate of approximately fifty-six percent. Despite this official rate being only four percentage points higher than the official turnout rate in 2010 (which was approximately fifty-two percent, in an election that was not only boycotted by the IAF but also the National Committee of Retired Servicemen), much of the reporting and analysis of the elections claim that the 2013 voter turnout represents a victory for the regime. There are two important critiques to be made of such a narrative. First, even if we take the voter turnout rate at face value, all these elections tell us is that the “reform game” is still in play in Jordan. However, this is not news to anyone that has been following developments in Jordan with a critical eye. One should caution against equating the continuity of the reform game in Jordan with either pro-regime popular values among the population, or a benevolent and non-coercive orientation among regime elements. The persistence of the reform game has more to do with institutional and strategic relations within the Jordanian political field—an issue that has been discussed elsewhere—than with the alleged democratic intentions or practices of the monarchy. Second, the 2013 official turnout was calculated as a percentage of registered voters, whereas the 2010 official turnout had been calculated as a percentage of eligible voters (irrespective of whether they were registered or not). Put differently, those comparing turnout rates are doing so between apples and oranges. Had the 2013 turnout been calculated as the 2010 turnout rate was, it would have been established at less than forty percent.

The “positive assessment” of the elections is also premised on a conflation between genuine progress and the strategic defeat of IAF. On the one hand, this was accomplished by describing the (false) voter turnout rate as a regime tactical victory over the IAF. The litmus test of progress, according to such conflation, is containment of the regime’s traditional urban-based political opposition party—which also happens to be Islamist—rather than meaningful political representation and accountability. In fact, most reporting and analysis of the elections offer little evaluation whatsoever about the quality of representation the electoral law allows for, or the structure of power that exists in Jordan between the regime, the cabinet, and the parliament.

An X-Ray of Parliament

At stake in the 2013 parliament were 150 total seats in the lower house of parliament (formally known as the House of Deputies):

  • 108 seats were filled through the single non-transferable voting system, with votes cast across forty-five electoral districts. The number of seats allotted to each district varies from one to seven, and each voter voted for only one candidate irrespective of whether there is more than one seat allotted to her district. In any given district, the top M candidates with the highest number of votes are elected, whereby M represents the number of seats allotted to the specific district.
    • Within this district voting, there are twelve of the 108 district seats that are allotted for Christians (nine seats) and both Circassians and Chechens (three seats). So if a hypothetical district had three seats, one for a Muslim, one for a Christian, and one for a Circassian/Chechen, the Muslim candidate with the highest number of votes among Muslim candidates would be elected, along with the Christian and Circassian/Chechen candidates with highest number of votes among Christian and Circassian/Chechen candidates, respectively. Voters, on the other hand, could cast a vote for any candidate, irrespective of the religious or ethnic identity of either the voter or the candidate in question.
    • The exception to this is in the three "bedouin" districts (the northern bedouin district within the Mafraq governorate, the central bedouin district consisting of parts of the fourth electoral district of the Amman governorate, and the southern bedouin district consisting of parts of the Aqaba and Maan governorates). Therein, only members of specified families are entitled to vote and run within each of the three bedouin district.
    • Note that there is no minimum percentage threshold for any district seat winner (bedouin or otherwise), as the winner simply had to have more votes than all other eligible competitors for that seat—even if the votes cast in their favor represent a small minority of the total votes cast in the district.
  • Fifteen additional seats are reserved for women, divided across the twelve governorates of Jordan and the three bedouin electoral districts. Each woman that received the highest proportion of votes within her governorate (made up of several districts) or bedouin district, without being elected outright to her respective district, filled one of these fifteen seats. It goes without saying that they were thus filled from the outcome of the single vote cast for district seats.
  • Twenty-seven final seats were filled through a national party list proportional voting system, where parties are awarded the proportion of seats that votes cast in their favor represented relative to the total number of votes cast for the part list seats. Each voter therefore also got to cast a vote for his or her preferred "national" political party.

In other words, each voter cast two votes: one vote for the district representative(s) and another for the national party representatives.

Those that championed—or implicitly endorsed—the 2013 elections highlighted the differences with the 2010 elections. In fact, most accounts of the recent elections noted the differences between the 2012 Election Law and that of 2010. The new election law increased the total number of seats in the lower house from 120 to 150. This increase was accomplished by increasing the female quota seats by three (from twelve to fifteen), as well as introducing the twenty-seven seats filled via the national party list voting system.


[A Jordanian pedestrian passes by a Jordanian parliamentary campaign poster, in Amman, Jordan, on Thursday 
3 January 2013. The Arabic writing on the poster reads, "the women of Jordan from the field to the parliament."
Image by Mohammad Hannon via Associated Press]

 

An MRI of Parliament

Irrespective of the above-described changes (and there are others that were not discussed), fundamental institutional power relations established and maintained by previous election laws and the larger trajectory of authoritarian state formation in Jordan remain unaffected. In their celebratory narratives, reporters and analysts failed to draw attention to the ways in which political decision-making and policy-implementation in Jordan are extra-parliamentary. To quote one analysis during the run-up to the 2010 elections:

The legislative process is entirely mediated by the regime. The Jordanian National Assembly is comprised of an elected lower house (Majlis al-Nuwwab [Chamber of Deputies]) and a royally appointed upper house (Majlis al-A'yan [Assembly of Senators]). Thus, irrespective of what the elected branch of parliament passes, such legislation is subject to rejection, amendment, and/or approval by the appointed branch of parliament.

. . .

This is to say nothing of the fact that proposals are first referred to the lower house by a royally-appointed Prime Minister and that final legislation (after passing both the lower and upper houses) is subject to the approval or rejection of the King.

Furthermore, the 2013 elections continue the over twenty-year-old practice of handicapping any opposition and empowering regime supporters through over/under-representation and gerrymandering. To quote the same analysis from 2010:

[T]he distribution of seats among the twelve governorates of Jordan (each divided into various numbers of districts and an attendant number of seats, all allegedly based on demographics) continues to provide rural areas (traditionally supportive of the regime) greater representation than they deserve.

Specific figures might help highlight what is at stake. The governorate of Amman is allotted twenty-five seats to represent its 2.4 million residents, approximating one parliamentarian for every ninety-six thousand people. Compare this to the representation allotted to the governorate of Balqaa, wherein ten seats represent 419,000 residents—approximating one parliamentarian for every forty-two thousand residents. Even more dramatic is the case of the governorate of Tafila, wherein four seats represent eighty-eight thousand residents—approximating one parliamentarian for every twenty-two thousand residents. Such discrepancies in the proportion of seat allotment to resident populations are staggering, representative of the lopsided and unbalanced representation across all twelve governorates, and highlight an intentional strategy to privilege the traditional social base of the regime at the expense of its primarily urban and middle-class based centers of opposition.

Finally, there is the issue of the single non-transferable voting system. Jordan is one of only three countries that have institutionalized such a system. Each voter casts one vote for one candidate in the district in which the voter is registered to vote in. In combination with the winner-take all election of allotted seats in each parliament, this system disincentivizes non-parochial vote casting—making it much more rational for voters to privilege candidates with similar familial or tribal affiliations than basing their selection criteria on political platforms and cross-communal voter mobilization. It thus reinforces the very dynamic that opposition groups have long sought to challenge: an electoral system that handicaps genuine political parties, and renders campaign politics more about narrow interests (that are easily facilitated by the regime) rather than national politics (such as political accountability, economic development, foreign policy).

Given such an institutional framework for the existing (regime-managed) electoral competition, there should be little surprise that the winners of the 2013 parliamentary elections were largely drawn from the groups that form the nucleus of the junior partners of the ruling coalition in Jordan: privileged tribes and families long-allied with the monarchy; select members of the business community that have been the primary beneficiaries of the unraveling of the state-centered economy; and a handful of career politicians that have perfected the art of winning SNTV-determined seats. While the participation of the IAF and other boycotting groups might have slightly altered this outcome, the above discussion should have made clear that there is a structural limit to how much opposition participation can alter this outcome—and the ways in which that limit falls far short of any meaningful foothold in the distribution of power within the Jordanian state.

The time has come to abandon any and all pretense that what the regime is doing is leading Jordan towards a genuinely reformed political system—wherein King Abdullah II (or the monarchy as a whole) would rule in a manner that is much more constrained and with greater checks on his power and more parity in relation to both the parliament (as an institution) as well as the IAF and other political groups (as an opposition force). This, in effect, is another way of claiming that the reform game is a viable option for meaningful transformation. Beyond the dismal empirical record of more than twenty-years of “reform” in Jordan and across the region, there are the socio-political facts that regimes do not willingly give up power and that formal politics offer limited avenues for structural transformation when sought from below. One need only consider the dilemma Egyptian activists continue to face in the aftermath of the fall of Hosni Mubarak when confronted with the choice between electoral participation and contentious politics. This is not to say that the current state of popular (non-electoral) mobilization in Jordan (as it stands today) is inevitably going to force the hand of the regime into meaningful change. That depends on a number of factors, a discussion of which is beyond the purview of this article.

Theater of the Absurd Revisited

Given all of the above, the persistence of benevolent and reformist narratives regarding the regime in Jordan is quite astonishing. Nowhere is this clearer than in the conclusion of the NYT’s “In Jordan, Progress in Small Steps,” where writer Rana F. Sweiss exclaims:

In the coming days, Parliament will submit a list of names from which the king has pledged to choose the prime minister. The prime minister will name his cabinet. But in a further display of democratic process, the chosen executive will seek parliamentary ratification through a vote of confidence.

Sweiss has clearly surrendered any attempt to reflect on the efficacy of elections as a means for bringing about meaningful change, and the reality of the 2013 parliamentary elections as a limited exercise in political participation that contributes to the persistence of the Jordanian status quo—by which I am referring to the fundamental power relations that define the Jordanian political economy. There is not even the slightest pause at the fact that the regime’s prerogative to select the prime minister is one of the many obstacles to institutionalizing real representation and accountability in the Jordanian political system, to say nothing of his ability to dismiss, dissolve, and reassemble parliament at his own whim. What Sweiss claims is a “further display of democratic process”—the “parliamentary ratification through a vote of confidence”—is a practice that has been in existence since the early decades of the Hashemite monarchy, when the regime was first attempting to consolidate its authoritarian rule. One should also recall that the premiership of Samir al-Rifa’i, the fall of which was a key demand in the series of protests that were organized in January and February 2011, was ratified by a record-setting vote of confidence in both the lower and upper houses of the Jordanian National Assembly. If anything, the 2013 election display the success of authoritarianism in Jordan. Perhaps, then, what is most absurd is that such success is now touted as progress on the pages of the NYT and other forums.

هل يعود العسكر لحكم مصر من بوابة قناة السويس؟

$
0
0

تقدير موقف

ظهرت منذ شهرين بعض الشواهد المريبة - أكثر ريبة من نظيراتها - في مهاجمة مقرات الحرية والعدالة في مدن القناة تحديداً، وبدا أن الأمور تسير في إتجاه تبرير نزول العسكر إلى شوارع مدن القناة بدعاوي حفظ الأمن وتأمين المجرى الملاحي ومصالح الأمن القومي. وكانت هذه الشواهد تتضافر لتشير إلى اقتراب استحداث فزاعة جديدة بعد استهلاك فزاعة سيناء واستنفاد فاعليتها، وذلك بغية استحقاق وضع عسكري استثنائي في الحياة المدنية.

والترابطالمنطقيالذيظهرفيالأفقحينهايمكنتلخيصهفيالآتي:

• تم تحقيق أحد أهداف الحملة الدعائية ضد سيناء بنجاح كبير. وهو تفزيع عموم أهل وادي النيل من الواقع الميداني في سيناء ورسم صورة ذهنية لها وكأنها تورا بورا أفغانستان أو وادي سوات باكستان. مما يبرر التواجد العسكري الميداني في شوارع المدن وعلى الطرق ومفاصلها. (بالطبع أحداث سيناء لها سياق إقليمي كبير، ترتبط به عدة أمور داخلية وخارجية، بعضها ذو صلة بحرب غزة الأخيرة التي قتل فيها قائد الاستخبارات القسّامية، أحمد الجعبري، بعد إبلاغه الأجهزة المصرية بأن لديه ما يشهد به في قضية قتل جنود نقطة الحرية الحدودية الستة عشر، وأمور أخرى مرتبطة بسوريا، وبالانتخابات الإسرائيلية، وربما الانتخابات الأمريكية - من ناحية رومني.

• لكن سيناء تظل بعيدة عن الواقع اليومي لمعيشة أهل العاصمة ووادي النيل. فرغم التفزيع من الوطن البديل لفلسطينيي غزة ومن الجماعات المسلحة وغيرها من الأمور التي يصعب على المواطنين البعيدين جغرافياً تقصي حقيقتها أو كذبها، فإن المواطن العادي في أقرب محافظة لشمال سيناء (الإسماعيلية مثلاً) لا يستشعر خطرها عليه. كما لا يترتب عليها أي شيء ميداني ذو صلة بمجريات الأمور في المطبخ السياسي المركزي.

• فزاعة قناة السويس أقوى بكثير من حدود سيناء الشمالية الشرقية (بعد أن تم تحويل التهديد إعلامياً ومخابراتياً في السنوات الأخيرة من حكم مبارك من 210 كلم تقريباً هي حدود مصر مع الأرض المحتلة إلى 14 كلم هي حدودها مع قطاع غزة). كذلك تعد قناة السويس أكثر ارتباطاً بالمصالح المباشرة لقطاع كبير من المواطنين، بالإضافة إلى دمج الأمن القومي والدخل القومي وبعض المسلمات في الوعي الجمعي عن تاريخ القناة ودلالات تعرضها للخطر أو تعطل المجرى الملاحي.

• إقليم القناة هو أكثر أقاليم مصر غير الحدودية عسكرة وخضوعاً لهيمنة الجيش على الحياة المدنية، فتجد - مثلاً - مقر المخابرات العسكرية في قلب مدينة الإسماعيلية يقصده المواطنون لاستخراج العديد من التراخيص في الشؤون المدنية.

• إقليم القناة يحوي أكبر نسبة من السكان (بشكل لافت لأي مقيم أو باحث ميداني وإن غاب الإحصاء الدقيق) من عائلات الضباط والجنود الذين استوطنوا بعد حرب 1973، وهو إقليم متصالح وجدانياً مع العسكر الذين شاركوهم المقاومة والنضال التاريخي المسلح منذ الاحتلال البريطاني. ومن الصعب جداً إحداث رفض شعبي واسع أو غضب تجاه الجيش.

• في السويس، المدينة الثائرة العنيفة، كانت الشرطة العسكرية تبادر المتظاهرين السلميين بالهتاف "الجيش والشعب إيد واحدة" بشكل كوميدي يعكس استرضاء الجماهير ورغبة صميمة في عدم المواجهة. وهي ذاتها المدينة التي صبرت سنتين كاملتين من أجل القصاص لشهدائها الذين حوّلوا يوم الغضب إلى ثورة شعبية. ذلك القصاص الذي تبددت الآمال فيه، وتعرض خلالهما أهالي الشهداء والمصابين لكل أنواع الوعود السياسية. ثم اندلعت المواجهات المسلحة في الذكرى الثانية للثورة وسقط فيها ثمانية شهداء جدد، إحداهم طفلة تبلغ من العمر أشهراً معدودات. وهي المدينة ذات الشكاوى المرة المتراكمة من التهميش، وتوظيف الغرباء عنها في كافة الوظائف المهمة في شركات البترول وغيرها، والتخلص من مجانين مستشفى الخانكة بإرسالهم في القطارات إليها حتى ألف أهلها انتشار المجانين في شوارعها، فضلا عن عدم زيارة حسني مبارك لها طيلة 30 سنة من حكمه.

• مدينة بورسعيد – التي تنافس السويس تاريخياً في الشراسة – يستشعر أهلها الظلم الشديد والإحساس بمرار الخيانة والتآمر بسبب مجزرة الإستاد، التي وقعت لجماهير النادي الأهلي يوم 1 فبراير 2012. وهي المجزرة التي ذهبت فور وقوعها لتقصي الحقائق لصالح المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ثم سجلت رأيي فيها بناء على الوقائع الثابتة يقيناً في مقال اتهمت فيه الأجهزة الاستخباراتية بتدبيرها، وهو الاتهام ذاته الذي وجهه الدكتور محمد البلتاجي، القيادي الإخواني وعضو لجنة نقصي الحقائق البرلمانية في المجزرة، دون سابق تواصل بيننا.

وبعد ساعات قليلة من حكم محكمة الجنايات في 26 يناير/كانون الثاني الجاري بإحالة أوراق المتهمين في المجزرة من أهالي بورسعيد إلى مفتي الجمهورية (بما يعني التمهيد لأحكام الإعدام)، حصلت على شهادة خطيرة من مصدر بقيادات ألتراس الأهلي مفادها أنه "تم عقد أكتر من خمس لقاءات بين أهالي بعض المتهمين وبين قيادات الألتراس للتفاوض على تسليم بقية المتهمين الهاربين وكذلك الإفصاح عن أسماء المدبرين الذين ورطوا المتهمين الحاليين وذلك مقابل بعض المساعدة القانونية في فنيات القضية قد تؤدي لتخفيف الأحكام. وقد بدا لقيادات الألتراس أن أهالي المتهمين مضغوط عليهم بشدة. وحينما قام الشاب محمد شعبان حسنين - الذي قيل إنه مات مصدوماً من الحكم - بالصراخ في قفص الاتهام بأنه سيفصح عن كل شيء وسيعترف بكل شيء انهال عليه المتهمون بالضرب بعنف شديد أمام عين القاضي في إحدى الجلسات.." وبحسبشهادةالمصدر:فإن هذا الشاب لو مات فعلاً (صرحمديرسجنبور سعيدبنفيإشاعةوفاته)فإن أغلب الظن أنه قد تمت تصفيته جسدياً. ويتابعالمصدر:بعد صراخ أهالي المتهمين الذين كانوا معتصمين أمام السجن قبل إعلان الحكم أنهم سيعترفون على من ورط أولادهم تمت المجزرة والتصفية الجماعية.

هذه الشهادة يجب وضعها جنباً إلى جنب مع شهادةأشرف سليمان، خبيرالاشتباكاتالقتاليةمدربفرقالقواتالخاصةفيعددمنجيوشالعالم، الذي يتعاون مع الصاعقة البحرية المصرية منذ 2011 لتطوير برامج تدريب خاصة بهم. حيث أكد وفقاً لتصريحه لجريدة اليوم السابع المصرية أن: "القتل الذى حدث للمشجعين فى هذه المباراة لم يكن قتلاً من بلطجية أو مشجعين، فطرق القتل التي استخدمت هي طرق عناصر مدربة، تهدف ليس للقتل فقط، ولكن لتشويه الجثث، وإثارة الرعب فطريقة لف الرقبة أكثر من 180 درجة حتى تعتصر بالكامل، وهي طرق عناصر مدربة أعلى التدريبات التى لم تصل حتى الآن إلى مصر. وحتى الرمي من فوق المدرجات حينما يقوم به الشخص العادي، أو حتى البلطجي، يقذف الضحية برفعه ثم رميه، ولكن الحال في الإستاد لم تكن كذلك. فمعظم من وقعوا كانوا يقعون على رأسهم مثل من يقفز من حمام السباحة". وتابع: "هذه الطريقة في الرمي تعتمد على الرفع من الأرجل ثم الرمي حتى لا يستطيع من يواجهك حتى مجرد التفكير فيما يحدث، وحينما يقع تكون الجثة مشوهة إلى أقصى درجة. وهذه الطرق تستخدمها الجيوش والفرق المدربة لإرعاب من في مواجهتهم، وتشكيل حرب نفسية تجاهه، وهذه الأساليب وغيرها حتى الآن، لم يتم التدرب عليها فى الجيش المصري، ولا يمكن أن تحدث من عدد من البلطجية بمحض الصدفة". 

• توقيت جلسة النطق بالحكم مريب، ففي الوقت الذي يتم تأجيل جلسات محاكمات الضباط المتهمين بقتل الثوار وإبعادها عن احتمالات الغضب الشعبي الواسع، تأتي هذه الجلسة في توقيت قاتل. فالأحكام لو مخففة أو بالبراءة ستسبب غضباً عارماً للألتراس في أنحاء مصر على مستوى الجمهورية، وإما سيسبب فوضى في المدينة المتآمر عليها، وهو ما حدث بالفعل.(لا أتهم المحكمة بالتواطؤ في نظر القضية، لكنها محكومة بما أمامها من أدلة وشهادات واعترافات قد تكون غير مكتملة. وفي الوقت نفسه لا أستبعد أن يكون قد تم تلاعب مخابراتي لتحديد الجلسة في هذه التوقيت.)

• في بورسعيد: تم افتعال مواجهات مسلحة بين المتظاهرين والإسلاميين عموماً في أحداث مهاجمة مقرات الحرية والعدالة، وتم إطلاق أعيرة نارية في الهواء من بعض الملتحين قيل إنهم من الجماعة الإسلامية. وهي المدينة التي لم تشهد أيام الثورة الأولى فيها أية مواجهات عنيفة بين الشرطة والثوار بسبب طابعها التجاري الذي وقى أهلها من التعذيب في أقسام الشرطة - إلا بعض الاستثناءات - حيث كانت العلاقة بين التجار وقيادات الشرطة - ولا تزال - قائمة على تبادل المصالح والتفاهمات.

• في الإسماعيلية: تم افتعال مواجهات عنيفة كذلك بالتزامن مع أحداث مقرات حزب الحرية والعدالة، وتضافرت الشهادات على وجود شيء مريب فيها واضطر بعض الثوار ممن عرفوا برفض التخوين، بل حتى الترحيب بالعنف الشعبي ضد السلطة، أن يستخدموا كلمات مثل "عناصر مندسة" بين المتظاهرين لإحداث كذا وكذا.

• إقليم القناة هو أقرب الأقاليم التي يمكن عسكرة شوارعها للعاصمة بدعاوي مقنعة ومقبولة، وهو أكثر الأقاليم غير الحدودية ترحاباً بنزول الجيش في الشارع. ولو فتحنا الخريطة ووصلنا موقع العملية المشكوك في جديتها وجداواها "العملية نسر" ببور سعيد والسويس، المدينتين اللتين تمت عسكرة شوارعهما في الذكرى الثانية لاندلاع الثورة، سنجد أن الخطين الواصلين بين المنطقة الحدودية وبين ناصيتي القناة لهما رأسا سهمين يتجهان لمحاصرة العاصمة. وسنجد الفزاعة تشغر فاهها لتبدو وكأنها موجهة لالتهام الدلتا والقاهرة.

منالمستفيد؟وماذايريد؟

 من المهم أن نعرف أن الأجهزة الاستخباراتية المصرية مقسمة عرضياً لقطاعات جغرافية (بشكل رسمي)، وكل قطاع له أسلوب وتاريخ وتراث وعلاقات بينينة وخارجية مختلفة. وهي في الوقت ذاته منقسمة طولياً (بشكل تحليلي) إلى قطاعات يتفاوت مواقفها من الولاء الوطني إلى الولاء لرؤوس النظام التي قامت الثورة ضده.

ويمكن تقدير أن الاضطرابات لها طرفان مستفيدان؛ الطرفالأول هم الحريصون على الفوضى الانتقامية، والطرفالثاني هم المخططون لتوظيف الفوضى والتفزيع الأمني لإعادة ترتيب الأوراق داخلياً وإقليمياً بما يخدم مصالحهم، سواء السياسية أم الوظيفية أم الاقتصادية. وهو الطرف الذي سيساوم مرسي والإخوان على مكاسب سياسية ونفوذية استثنائية. وهو طرف عسكري أو خاضع للهيمنة العسكرية (فالمخابرات العامة يفترض أنها هيئة مدنية لكنها خاضعة تماماً للعسكريين).

للأسف وقع محمد مرسي في خطأ فادح بإعلان حالة الطواريء في إقليم القناة بالكامل لمدة ثلاثين يوماً، وهو ما يحقق مخطط العسكر الذي سبق وأن أشرت لبداية اتضاح ملامحه منذ شهرين. وقد كان بوسعه عدة حلول أخرى، آخرها على الإطلاق هو إعلان الطواريء في المدينتين المضطرتبن فقط، السويس وبور سعيد. فلم يكن هناك أي داع لإهداء العسكر محافظة الإسماعيلية، الأكبر مساحة وسكاناً وتنوعاً في إقليم القناة، فهي لم تشهد اشتباكات موسعة ولا حرب شوارع كالتي شهدتاها مدينتا السويس وبور سعيد. لكن الإسماعيلية بمنظور الخرائط الاستراتيجية تعد ثغرة كبيرة تفصل ناصيتي القناة التي يريد العسكر فرض الهيمنة عليها.

والأهم من ذلك أنه بحكم العسكر للإسماعيلية فقد تم عزل سيناء عن وادي النيل، إلا إذا سمحوا بغير ذلك. فمحافظات القناة الثلاث تمتد حدودها الإدارية مقتطعة من شبه جزيرة سيناء مساحات ليست صغيرة على الضفة الشرقية للقناة. وبإمكان العسكر الآن أن يقطعوا المواصلات بين سيناء والوادي في فترة حظر التجوال (نفق الشهيد أحمد حمدي بالسويس - كوبري السلام بالإسماعيلية - المعديات البحرية في الإسماعيلية وبورسعيد). 

يحكم العسكر الآن فعلياً ثلاثة أقاليم في مصر ليس للدولة المدنية أي سلطان عليها إلا بإذنهم. أولاً: سيناء المحكومة بالمخابرات العسكرية في كافة شؤونها، ثانياً: الحزام الحدودي الجنوبي والغربي، فضلاً عن محافظة البحر الأحمر، ومؤخراً: إقليم القناة كاملاً بقرار من عضو مكتب إرشاد الإخوان المسلمين حديث العهد برئاسة أكبر بلد عربي. وهو خطأ استراتيجي مركب قد يكلفه كرسي الرئاسة، أو على الأقل كثيراً من صلاحياته. فالعسكر يحاصرون العاصمة بنعومة وخطوتهم القادمة هي العاصمة نفسها، إلا أن يريد الشعب أمراً آخر فيستجيب القدر.

منذ ثلاثة أسابيع تقريباً اندلعت معركة بالأسلحة النارية في شارع السلطان حسين بالإسماعيلية بين ما قيل إنهم تجار المخدرات، وكان مشهداً مروعاً غير مألوف في المدينة الهادئة. والآن أمام العسكر تحدٍ أن يفرضوا الانضباط في شوارع مدن القناة ليثبتوا للرأي العام أن حكم العسكر أقوى وآمن من حكم الإخوان. فلديهم فرصة ذهبية لصنع نموذج ناجح مصغر لتسويقه سياسياً وجماهيرياً مخاطبين حاجة الناس للأمن، ليقولوا إن نار الجيش أهون من جنة الإخوان ونهضتهم المزعومة. لذلك فإن إعلان الطواريء قد يكون البداية الفعلية لانتهاء حكم الإخوان من وجدان الشعب، ثم الخضوع لهيمنة غير مسبوقة للعسكر على الحياة المدنية، أو الإتيان برئيس أكثر انبطاحاً لهم.

لا يزال في جعبة الثورة الكثير على مدار سنتين من عمر الثورة المصرية تكرر خطأ كل المؤسسات والتنظيمات الفاعلة في المشهد العام، بدءاً من نظام مبارك وأجهزته مروراً بالمجلس العسكري ثم لإخوان والأحزاب وغيرهم من عاشقي الهياكل التنظيمية الهرمية. الكل يرتكب خطئية إهمال قوة الحشود السائلة التي تندلع وفقاً للضرورة بلا توجيه من قادة أيديولوجيين ولا مهابة من سلطة غاشمة. وعلى هذه الحشود ينعقد الأمل في مواجهة مخطط العسكرة.

لم تشهد الإسماعيليةما شهدته السويس وبورسعيد من اضطرابات موسعة في الشوارع، وهي أكثر المحافظات تضرراً من حالة الطواريء وحظر التجوال غير المبرر. لذلك يمكن للثوار والناشطين فيها إقامة حملاتضدالتواجدالعسكريفيشوارعالإسماعيلية،قد يكون مثلاً بتدشين حملة تحت عنوان "اتنين مالهمش أمان .. العسكر والإخوان" يتم دمج فيها عروض حملتي "عسكر كاذبون" و"كاذبون باسم الدين".

وإذا كان من المتوقع أن يتم اختيار ألطف الضباط في التعامل مع المدنيين ليكونوا في شوارع مدن القناة، وأن يلتزم الجنود بالتهذيب في القول وضبط النفس في ردود الأفعال مع عموم المواطنين (مع عينة من الردع الجسدي والمعنوي العنيف لقلة من المشتبه بهم أو المجرمين لزوم العين الحمراء)، فمن المهمتحفيزالناسوشحنهمضدالعسكر، ولو بالافتعال، ورفض وجود العسكر بالشوارع، ودوام التذكير بإجرام العسكر في حق المدنين العزل من أطباء المستشفيات الميدانية والنساء والأطفال ودهس المواطنين بالمدرعات والاعتداء على حرمة المساجد ومذابح شارع محمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية.

كذلك على القادة الميدانيين من الثوار واجب كبير في مدن القناة، فبسبب ضعف الخبرة الميدانية للثوار والنشطاء هناك - في الغالب - يسهل اختراق صفوفهم من المحرضين من عناصر المخابرات (وهو ما شهدته بعيني في بور سعيد). وعلى الساسة دوام الإتصال بالمصادر الموثوقة من مدن القناة لتقدير التطورات أولاً بأول. وإذا كان الأمل مفقوداً في استجابة الإخوان لنصح بعض الحكماء فيما يخص مواجهة الشارع وإحتجاجاته، فإنه قد يكون مفيداً أن يحاول هؤلاء الناصحين مع الإخوان لإلغاء حالة الطواريء بالإسماعيلية والتعامل مع العسكر من منظور تكتيكي يستهدف إفساد – أو على الأقل تعطيل – إستراتيجيتهم.

لقد ضيّع الفاعلون السياسيون والثوريون فرصتين لاستباق مخططين سابقين متعلقين بسيناء، ووقع المكروه وتم توظيف فزاعة سيناء جيداً، ونال العسكر وضعاً دستورياً استثنائياً، وصلاحيات واسعة في سيناء بقوة القوانين، لا مجرد النفوذ العرفي والإداري. لكن الأمل لا يزال معقوداً على التحرر الثوري المدني، فقط إذا تحرر الخيال من عقلية المساومة إلى المقاومة والصمود.

موسم السياحة 2013: فلسطين المحتلة، زوروها وافرحوا بها

$
0
0

ليس هناك ألطف من أن تكون جماعة ما مُستَعمِرة حضاريّة ومنفتحة. فحينما تتوافر شروط الحداثة بما تشمله من علائم الديموقراطية، والمدنية، والعولمة، والابتعاد السياسي والاجتماعي عن الدين والانفتاح على كافة أنواعه؛ يصير الاستعمار تفصيلاً هامشياً ومتقهقراً أمام كل هذا. يصبح همّ المجتمع أن يحيا التفاصيل اليومية متناسياً أعقاب الماضي، متذكراً خطواته الحاضرة الذاهبة إلى غدها لا غير. وليس أوفى على توثيق تلك الخطى من جرائد هذا الاستعمار، التي لا يقتصر عملها على توثيق وتدوين هذا الواقع، بل أيضاً على إنتاجه وإحالته لأمر مفروغ منه.

وهذه هي قصة جريدة «هآرتس» الإسرائيلية، الواجهة التقدمية و«اليسارية» للمجتمع الإسرائيلي. عمر هذه الجريدة هو بعمر الحركة الصهيونية، أي عمرها بعمر الاستعمار الذي أنتجها. هي لحم من لحمه. تطوّرها مواز لتطور ونمو المشروع الصهيوني في فلسطين. وإن تكن إسرائيل ظاهرياً «ديموقراطية»، فلا صحافة حرّة ومستقلة فيها. في الحقيقة لا شيء مستقلاً حقاً في إسرائيل، ما عدا ـــ ربما ـــ أجهزة الاستخبارات. فالصحافة الإسرائيلية مكرسة ومبنية ومنصهرة بالكامل في الأيديولوجيا الصهيونية، وإن كانت الصحف الإسرائيلية تختلف في ما بينها بالمواضيع التي تسلّط الضوء عليها، وفي المواقف التي تبرزها دون غيرها.
ويتطبع الإعلام الإسرائيلي؛ نموذجاً ومحتوىً ولغةً بالإعلام الغربي، وذلك على غرار أشكال التطبع الغربية الأخرى التي يدأب عليها المجتمع الإسرائيلي لتحقيق مشروعه «الديموقراطي» الحداثي ليكتمل نضجه كعضو جدير بالمجتمع الغربي والعالمي. وهكذا تحرص جريدة «هآرتس» (وزميلاتها الأخريات) على تقليد خليلاتها الغربيات مثل «الغارديان» البريطانية و«النيويورك تايمز» الأميركية بتخصيص أقسام مختلفة في الجريدة لفئات مختلفة: طعام، ورحلات وغيرها. وإن كانت هذه التصنيفات والفئات تطلّ علينا بحلة جميلة مثيرة ولمّاعة كعارضات الأزياء، فإنّها ليست كذلك إلا لغرض التمويه والتحوّل عن السياقات السياسية والاجتماعية التي تدور الفعاليات في فلكها.

فلسطين: زوروها وافرحوا بها!

كثيرون منا من رأوا الملصق الذي يُظهر القدس بعلامتها الفارقة «قبة الصخرة» في خلفية بألوان تشبه الفترة الوردية لدى بيكاسو، داعياً بالخط العريض (بالإنكليزية) «زوروا فلسطين». لاحقاً، وبعد أن تنهمر دمعتان من العين على الضياع «واللي راح»، نمسحهما لنكتشف أن الملصق الذي رسمه فرانز كراوسزلم يكن إلا واحداً من إصدارات «مؤسسة فلسطين السياحية» ـــ وهي إحدى وكالات التطوير التابعة للحركة الصهيوينة ـــ وذلك سعياً منها لتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين في مطلع القرن العشرين لبناء «البيت اليهودي» المستقبلي فيها.

 إن مرور حوالى قرن من الزمان على تبنّي السياحة مشروعاً عضوياً من صلب المشروع الاستعماري الصهيوني، لم يقلّل أو يغيّر من موقع المنطق السياحي الاستشراقي كواحد من أهم تكتيكات المشروع الصهيوني، وإن باتت مهمته اليوم مضاعفة، فقبيل النكبة كان الهمّ الأساسي هو بناء المستقبل اليهودي ـــ الصهيوني في فلسطين، فيما بعدها (أيّ النكبة)، باتت هناك مهمة إضافية وتلك هي هدم الماضي؛ تحديداً الماضي الاستعماري، بما يعنيه ذلك من تاريخ المكان والزمان والانسان، وما بقي من كل هذا.

وهكذا في عددها الموسّع كعادتها أيام الجمعة، تنشر جريدة «هآرتس» الإسرائيلية قسماً يدعى «رحلات». ويتخصص القسم بنشر مقالات، تحليلات ونصائح عن أماكن تصلح «لمشاوير» الأفراد والعائلات الإسرائيلية، وفيما تخصص جزءاً من هذا القسم لرحلات في خارج البلاد، فإنها تتخصص بمجملها برحلات في «البلاد»، وذلك لتشجيع السياحة والتعلق بالأرض وحب الوطن.
 
«البحث عن الزمن المفقود»

في عددها الصادر يوم 24 تشرين الثاني 2011، نشرت «هآرتس» مقالة أدرجتها في قسم الرحلات تحت عنوان «في أعقاب القرى الفلسطينية الضائعة». كاتب المقالة، وهو الكاتب المعتمد في هذا القسم، الذي قد يكتب عن زيارة حديقة حيوانات جديدة أو منتجع للتزلج بنفس الروح التي يكتب بها عن زيارة «القرى الفلسطينية الضائعة»، كانت قد وصلت إلى يديه نسخة من الكتاب «حكاية بلد ـــ دليل مسارات»، الصادر أخيراً عن جمعية «زوخروت» (ذاكرات، أي تتذكرن)، وهي جمعية إسرائيلية تسعى إلى رفع الوعي والاعتراف في صفوف المجتمع الإسرائيلي بالنسبة إلى نكبة الشعب الفلسطيني. الكتاب مؤلف من 500 صفحة، ويظهر باللغتين: العبرية والعربية بترجمة لا ترقى لأن تكون صحيحة، بل تكاد تكون ركيكة وهشّة. وهو دعوة للمجتمع الإسرائيلي لزيارة الأماكن التي عادة ما يقوم بزيارتها دونما أي انتباه للمعالم الفلسطينية، التي لا تزال قائمة في المكان. هذا المشروع كغيره من مشاريع «زوخروت» هو مشروع جريء ومهم، لكن في سياقه ولناسه، حيث إن اللغة والدلالات المستعملة من قبل «زوخروت» مهّدت ــــ وإن دون قصد ـــ لقراءة هذا المشروع من قبل هآرتس كمشروع سياحي آخر. فعلاوة على الكتابة عن قرى فلسطينية مهدمة على هيئة «دليل سياحي»، الذي يمثل بحد ذاته صيغة مترددة وإقصائية، والتي لاقت الكثير من النقد عالمياً لكونها جزءاً من أدب الرحلات الاستعماري، هناك أيضاً الفيديو الذي أصدرته «زوخروت» لتسويق ونشر الكتاب، والذي يدعو إلى شرائه كهدية لطيفة وملائمة للأعياد! أضف إلى كلّ ذلك أن اسم الكتاب بالعبرية هو (بالصدفة أو بغيرها) استعارة لعنوان قصيدة للكاتب اليهودي الصهيوني «شاؤول طشيرنوحفسكي»، الذي يعني حرفياً «يقولون هناك بلد». وفي قصيدته هذه يتحدث الشاعر بإلهام من العقيدة الصهيونية عن الطريق إلى «أرض الميعاد»: أين هي الطريق اليها ومن يدّلنا عليها. هذه الاستعمالات جميعها، إن كانت تدل على شيء، فعلى الحاجة إلى اعتماد لغة خاصة «برّاقة» وجذابة لجذب المجتمع الإسرائيلي للتعرف على «غيره»، ورغم أن ذلك تكتيكياً قد يكون مجدياً على المدى القصير، من حيث جذب عدد من الإسرائيليين للتعرف على الجانب الآخر «لإسرائيل»، فإنه يعمل على إنتاج صور ومعرفة ومعلومات طويلة الأمد، تهدف أولاً وأخيراً إلى إقصاء فلسطين عن الحاضر وعن الحيز الذي بات يقتصر على «إسرائيل»، عبر استهلاكها كسلعة سياحية لا غير، وفي ذات الوقت بناء معجم لغوي غربي يتلاءم والصورة التي تسعى إسرائيل إلى تصنيعها عن نفسها، ومن ثم استهلاكها محلياً وعالمياً.

لشرح هذا المدّ الاستعماري السياحي، يجدر بنا أولاً الوقوف على ما تعنيه هذه المقالات السياحية بطبيعة الحال. فهي تهدف أولاً وأخيراً إلى إغراء القارئ بالذهاب إلى الأماكن الموصوفة والتمتع بها، استهلاكها ورؤيتها بعينَي كاتب المقالة. وبناءً عليه، فإن معجم الكاتب عادة ما يفتقد مفردات سياسية أو اجتماعية أو تاريخية من شأنها أن «تكُش» السائح من الموقع المُراد له زيارته. وعليه فإن تناقضاً كبيراً ـــ للوهلة الأولى ـــ قد يتبدّى من دعوة المجتمع الإسرائيلي عبر قسم «الرحلات» إلى زيارة القرى الفلسطينية المهدومة بما تحمله هذه المواقع من تاريخ وحاضر ومستقبل يستحضر أسئلة سياسية وأخلاقية جمّة.

وإن قُلت إنّ تناقضاً قد يبدو للوهلة الأولى، فذلك لأنّه لا يمكن الكتابة عن القرى والمدن المهجرة بصفتها السياسية والتاريخية والأخلاقية الفلسطينية، وفي ذات الوقت إقناع القارئ بالذهاب إلى هناك إلا عبر اختيار صيغة من بين اثنتين: سياحية أو سياسية. وتفضيل المعجم الأول لا يتناقض مع المشروع الصهيوني ومواقف غالبية المجتمع الإسرائيلي من فلسطين المحتلة؛ قرى كانت أم مدناً، صامدة كانت أم مدمرّة. بل على العكس، فإن التطبيع مع كونها أصبحت شيئاً من الماضي هو جزء من مشروع الصحيفة كامتداد لمشروع بناء المجتمع الإسرائيلي على كافة أطيافه ومركباته. بل بالإمكان القول إنّ إدراج القرى الفلسطينية المدمرة كجزء من مشروع ترحال «محلي» هو تلميح ينقصه الذوق الرفيع والخجل، لتحديد هوية صاحب البيت.

فمثلاً يقوم الكاتب بزيارة للمستوطنة اليهودية «دور»، التي أقيمت على أنقاض قرية الطنطورة، وقد اختارها هي تحديداً لكونها المنتجع البحري الأحب إلى والديه، والذي قضى فيه الوقت الكثير من طفولته. إلّا أنّ الكتابة عن الطنطورة تستحضر حالاً الحديث عن المجزرة التي ارتكبتها قوات «الهاغاناه» الصهيونية بحق سكان البلدة في نيسان عام 1948. لا يمكن التغاضي عن مجزرة الطنطورة، التي أثار الكشف عنها الكثير من الضجة والرفض في وسط المجتمع الإسرائيلي، وذلك كما في كل مرة نمسكهم فيها «من يدهم التي توجعهم». ولئلا تعفّ نفس الزائر عن الزيارة، فإن الكاتب يأتي على ذكر المجزرة عن طريق النفي وبلسان الآخر الغائب المتباهي بالعسكرة الصهيونية، ذلك هو والده الذي كان أحد مقاتلي كتيبة إسكندروني التي ارتكبت مجزرة الطنطورة: الوالد يرفض وينفي ويغضب ويتباهى بالإصابة التي تلقاها في تلك «المعركة». ما يؤمّن منفذاً لبقاً وآمناً للكاتب للخروج من ورطة التفاصيل، واستغلالها لتصير ورقة رابحة في يده لجذب الإسرائيلي الصهيوني لزيارة المكان.

هكذا تصبح الطنطورة موقعاً سياحياً ومنتجعاً ترفيهياً، وذكر المجزرة أو مقبرة القرية التي أقيم عليها موقف السيارات التابع للمستوطنة، لا يمنع ذكر معلم آخر مهم ومثير ـــ وربما أهم وأكثر إثارة ـــ ذاك هو معمل النبيذ الذي أقامه البارون روتشيلد بجوار الطنطورة في أواخر القرن التاسع عشر. هذه الموازنة بين «المعالم» الفلسطينية والمعالم الصهيونية ـــ اليهودية يتكرر في وصف زيارة قرية عين لام المجاورة، فمن يأتِ بامكانه الاطلاع على آثار القرية الفلسطينية المهدمة ـــ ولم يبق منها الكثير ـــ لكنه بالتأكيد سيرى ويشهد المعالم اليهودية، مثل نصب تذكاري تخليداً لمن لقوا حتفهم في المحرقة النازية. كيف نستطيع تفسير هذه المقابلة اللأخلاقية إلا كمحو أثر لإثبات آخر، ليس بأكثر من مقالة سياحية «حيادية».

إن تهميش «فلسطينية» المكان إن صحّ التعبير، وإقصاءها عن «المعلم السياحي»، يستوجبان استعمال عامل غربي ودخيل، فإن لم يتوافر الصهيوني يُستورد «الغربي» ليحل محله. عين حوض، القرية الجميلة على سفوح جبل الكرمل، احتلتها جماعة من «الفنانين» الصهاينة في خمسينيات القرن الماضي وسكنت في بيوتها التي لم تسوَّ بالأرض كغيرها، وأقامت فيها مستوطنة «فنانين» كأن الفن يشفع لهم استعمارها! أهالي القرية لم يذهبوا بعيداً، فقد أقاموا قرية سموها «عين حوض الجديدة» بعدما منعوا من العودة إلى بيوتهم ـــ ربما لأنهم ليسوا هواة فن أو ثقافة! كاتب المقالة يسرد هذه التفاصيل ثم يوصي بزيارة مطعم «البيت» في عين حوض الجديدة، فهو «مطعم ممتاز يقدم طعاماً عربياً، والمشهد من هناك هو مشهد سويسري»! «والسويسري» هذه ليست من إبداعات الكاتب وحده، بل أصبحت جزءاً من وصف الإسرائيليين لجبل الكرمل، فإحدى أجمل مناطق جبل الكرمل المتاخمة لحيفا حوّلتها سلطة السياحة الإسرائيلية إلى «بارك» قومي، سُمّي جزء منه «سويسرا الصغرى»، كأنّ جمال فلسطين الأصيل والساحر يدقّ على أعصابهم، ما اضطرهم إلى تسميته سويسرا.
 
القدس: مملكة الأطعمة!

لم تمضِ  أسابيع قليلة، وإذا بالجريدة المخضرمة (بعلم الاستعمار) تطلّ علينا من جديد، هذه المرة تحت قسم «أطعمة». وروت لنا عن تجربة نشوة لا مثيل لها؛ تلك هي تجربة تذوق أطعمة في «القدس الشرقية». المقالة اسمها «أيام بداية الشتاء في صلاح الدين». شارع صلاح الدين هو من أقدم الشوارع المقدسية التي امتدت إلى خارج أسوار المدينة، لتربط الأخيرة مع العمران الذي ما فتئ يحيط بها. الشارع يعدّ تجسيداً حيّاً للاستعمار، علماً بأنه عقب احتلال عام 1967 سيطر الإسرائيليون على مبنى محافظة القدس، وحوّلوه مركزاً لوزارة العدل، ثم احتلوا مبنى المحكمة وحوّلوه إلى محكمتهم. علاوة على ذلك، فإنّ هناك مخفراً للشرطة الإسرائيلية في أول الشارع!

تستهلّ الكاتبة مقالتها بوصف «شرق القدس» كمملكة أطعمة أسوة بممالك الأطعمة الأخريات في العالم. من هنا تبدأ الكاتبة بعملية إقصاء القدس عن سياقها السياسي والتاريخي والاجتماعي، الذي يميزها عن «مملكة أطعمة أخرى» كباريس مثلاً! ما يعنيه تحويل القدس المحتلة عام 1967 إلى وجهة طبيعية للسياحة الإسرائيلية، وموقع مثير للكتابة السياحية، هو إشارة إلى نقطة تحوّل غاية في الخطورة، حيث إن مثل هذا التصنيف يرى أنّ القدس قد باتت سهلة المنال من باب «ادخلوها آمنين». هذا التصنيف المنضوي تحت راية السياحة والترفيه هو الانتقال السياسي من فترة عدم هدوء وارتباك أمني إلى اعلان التمكن من المدينة ومن فلسطين عامة. وهنا نسأل هل كان بالإمكان الكتابة عن القدس العربية بهذه الطريقة أثناء الانتفاضة الأولى؟ أو الثانية؟ أو هل بالإمكان الكتابة عن بلعين أو مخيم عايدة أو الخليل أو نابلس بذات الطريقة؟

إن هذه النقلة (النوّعية) ليست أمنية ـــ لوجيستية فحسب، بل هي أيضاً تستحضر أسئلة عن سياسة التلاعب بالوقت عند المستعمر الصهيوني. إنها تشير إلى تجزئة الحاضر بين أرجاء فلسطين التاريخية المختلفة. فحيفا باتت «مستباحة» بفعل المدة الزمنية الطويلة التي مضت عليها منذ احتلالها، فلا يبدو مثلاً مهرجان عيد الأعياد، الذي تقيمه بلدية حيفا سنوياً في حيّ وادي النسناس العربي بغالبيته، موضع حاجة إلى تعريفه وتسليع حيفا كموقع سياحي، علماً بأنّ حيفا أصبحت في نظر المستعمر الصهيوني حصناً حصيناً، خلافاً للقدس العربية مثلاً. 

 
[جانب من الحضور في مهرجان "عيد الأعياد" في وادي النسناس في حيفا]

Permission to Caption

$
0
0

Ever since the start of the first Intifada in 1987, the West Bank and Gaza have become the center not only of Palestinian politics but also of international coverage of the Palestinians. On the ground, these processes of media production are collaborative and dialogical. Working with visiting journalists, photographers, and other media makers, Palestinians translate, set up interviews, and navigate checkpoints. They not only interpret Arabic; they also interpret facial expressions, city streets, and landscapes. But once the visiting media makers go home and material is edited, published, and circulated, Palestinians can be cut out of the conversation. The media produced by international visitors often take on an authoritative voice, the voice of someone who has “been there,” while the Palestinians who arestill “there” do not always see the final results of these projects.

As a media ethnographer, I believe it is important not only to trace the routes that media most often travel—for example through major media organizations like the Associated Press and CNN—but also to create new routes for ideas and images. Of course it is essential that more Palestinian political perspectives are represented in mainstream US news, but I have a slightly different goal in mind. We should bring in the kinds of voices underrepresented in mainstream news anywhere: those of poor people, those without a formal education, popular activists, women, youth, and others. In the Palestinian case, this also means focusing on refugees. Moreover, we should bring into political discussions a consideration of everyday life and an awareness of community histories. It was in this spirit that I began collaborating with friends at Lajee Center, a community organization in Aida Refugee Camp, Bethlehem, to ask youth to interpret images of their community that circulate internationally.

These youth, ages sixteen to twenty-two, are active photographers themselves. So the goal was not only to start a new kind of dialogue about images, but also to give the youth the chance to look at a wide variety of photography to help them develop their own work. My local Palestinian collaborator and one of the participants in the workshop, Mohammad Al-Azza, is the director of the Media Unit at Lajee Center. He gave us our name: “With Our Ideas, We Take Our Portrait.” It rhymes in Arabic: “Bi fikritna min sawar suritna.”

We started with the work of Magnum photographer Alessandra Sanguinetti, an Argentinian-American photographer who visited Palestine twice in the early and mid-2000s. As her best-known work then had been in Argentina, she saw Palestinian communities with a fresh eye, at a time when the wounds of the second Intifada were raw. One major project of Sanguinetti has been to chronicle the relationship of two cousins as they grew up in rural Argentina. In other of her work, she chronicles interspecies relationships in a farm there. These are stunning images that thematize childhood, growing up, and the inextricability of violence and everyday life; they suggest a depth of imagination and emotion in ordinary settings.

In Palestine, Sanguinetti encountered a new landscape, cast of characters, and political context, but she continued exploring relationships among people and between people and their surroundings. First, our group discussed the images, over Skype and online, and then we had a Skype conversation with Sanguinetti herself. The participants asked a number of excellent questions about her work, and then Sanguinetti asked one of her own about how the youth viewed people like her who came in to do such photography projects and left. A young woman replied that Sanguinetti went well beyond the usual parameters of international representations of Palestinian society, beyond explosions and blood and oppression. It was clear Sanguinetti was welcome back, any time.

After this, the participants wrote their own short essays about Sanguinetti’s photographs. We’ve selected a few to share with you in the post "With Our Ideas, We Take Our Portrait: Reflections on the Work of Alessandra Sanguinetti." We hope to continue this series with more of this youth commentary on photography about Palestinians. And perhaps we’ll see some of their photography as well!

With Our Ideas, We Take Our Portrait: Reflections on the Work of Alessandra Sanguinetti

$
0
0

In this collection of essays, three young Palestinian photographers and refugees respond to the work of Alessandra Sanguinetti, an Argentinian-American photographer who visited Palestine twice during the second Intifada. Mohammad Al-Azza, Yasmeen Saleem, and Areej Asad were children when Sanguinetti took some of her photographs in their community. Years later, they found these photographs personally and politically resonant. Sanguinetti documented the aftermath of military violence, but she also captured quiet moments of reflection. These writers gravitated to the latter images.

For more about the photography project, “With Our Ideas, We Take Our Portrait,” read Amahl Bishara's essay "Permission to Caption."

"A Journey to the Past, and Beyond"
Yasmeen Saleem, sixteen years old

 
[“Abu Munir and Hassan”, Aida Camp, C-Print, 2004. By Alessandra Sanguinetti.]

In this photograph, the gazes of these two old men sitting side by side in a taxi are full of contemplation. “Our story is not yet over. Our case is not yet solved. Are we still here? Have we still not returned to our homes and villages?” Their gazes brim with memories of something lost, of their youth. Everything in this old taxicab references their past, even the black leather seats that coordinate with the two men’s matching clothes. The kafiyya and ’iqal, or black band used to hold the kafiyya in place, represent our heritage. Even though the two men are not looking at each other, or even in the same direction, I sense they are in a deep conversation about a topic familiar to both of them. It is as if they are saying to each other: “We have traveled together, you and I—we dreamed of return, to spend one night of our many nights, full of singing and dabka dancing, with our family and neighbors. Or to spend a day in the fields, taking care of our land, the land that offered us the most delicious olives and olive oil. Will we ever taste a za’tar like that za’tar again? A journey, we have lived, but here we are, right now.” Our memories accompany us. They wound us every day. But our hopes of return will not be diminished, our dream to spend a treasured night on our land.

* * *

"I Don’t Sleep to Dream"
Mohammad Al-Azza, 22 years old

[“Yusra”, Al-Azza Camp, C-Print, 2004. By Alessandra Sanguinetti.]

This picture taken by the artist Alessandra Sanguinetti depicts an old woman while she is sleeping. She is my father’s aunt, Hajja Yusra, born in the village of Beit Jibreen, a Palestinian village in the northwest of the Hebron district. The name Beit Jibreen means “the house of the strong,” and she was one of them. In 1948, its residents were evacuated at the hands of the Zionist forces. Beit Jibreen was one village among many depopulated during what has come to be called “Al-Nakba,” or the catastrophe, when the state of Israel was established on Palestinian lands. Hajja Yusra and her family were displaced to the city of Bethlehem, and they settled in Azza Refugee Camp. She grew up there amidst the tents and alleyways of the refugee camp. She had her children and grandchildren there. I used to love to go to her house and sit with her, because she used to tell us stories about Beit Jibreen.

In this picture, Hajja Yusra is sleeping, wearing her dress with its handmade embroidery. Its colors and designs speak to her place of origin, since every village has its own special traditions of embroidery. Wearing it, she is holding onto her heritage and expressing her love for the land. I wonder what Hajja Yusra is thinking.

This photograph expresses so much. The prayer rug underneath her head indicates her piety. The lighting suggests that it was taken around two or three in the afternoon, a perfect time for a rest. The focus on her face and on her hands shows the wrinkles she has earned. We can read time and suffering on her face.

There is a poem by Mahmoud Darwish that begins, “I don’t sleep to dream.” It is a love poem, but it reminds me that there are many strains of Palestinian rest and restlessness. Perhaps Hajja Yusra is hoping that if she sleeps she will wake up on the road back to Beit Jibreen, or maybe she wants to escape from her thoughts and rest her mind a little. But at the same time, the photograph does not evoke a relaxed sleep. Perhaps she is afraid that she will sleep without waking up in Beit Jibreen, where she descended into this world. Perhaps she is sleeping to forget her fear that the new generations will live as refugees, and that they will sleep and wake eternally as refugees. Or that the dream of return will be lost to them.

Some of the Zionist leaders said when they occupied Palestine that the old will die and the young will forget. At the end of October 2011, Al Hajja Yusra passed away. My family and I mourned her loss deeply. Through her life she made us grasp onto our right to return to our villages. Many of our elders have died, but the young continue on the path to return to historic Palestine. We carry the banner of return, and we will not forget our elders.

* * *

"Children’s Memories, Surrounded"
Areej Asad, 16 years old

 
[“Abu Dis”, C-Print, 2004. By Alessandra Sanguinetti.]

The land: how we long for it. The land behind the separation wall witnessed our joy and sadness. We spent there the most beautiful times of our childhood. Our memories are planted there…There! In days past, when I was a child, I used to say “there” and mean the land that I would play on with my friends, the land that I would walk through. But now I say “there” and mean the land that was taken from our hands.

This photograph by Alessandra Sanguinetti focuses our attention on two girls walking on barren ground next to the separation wall in the city of Abu Dis. It reminds me of this place where I used to spend a lot of time in Aida Refugee Camp in Bethlehem. Even though I live in Doha City, another part of Bethlehem, I go to a center in Aida Camp to practice traditional Palestinian dancing. Today, the scene in the camp is similar to the one in this picture. There is a wall, and there are children walking all day long next to the wall. When I look at this picture and see these two girls, I know there is a connection between them and me. I feel sure they are frustrated by the wall, that they miss an open place to play. In Aida Camp, the wall took the only open space that children from the camp used to use. The two girls in this picture seem as though they are very disappointed. Even though the photographer took the photo from a distance, you can read their sadness in their postures, as clearly as you would in a close-up of their faces. Because of the similarities between Aida Camp and Abu Dis, I feel that I understand the meaning behind this picture, that the separation wall has terrible effects on children. 

One day I was going with my friends to the land that has now fallen behind the wall. I went there to play, to have fun. I knew that Israel was building the wall around the camp, but I had thought the construction was far from the land. When we arrived that day, we saw the soldiers uprooting trees. We saw the wall being built piece by piece. We were surprised, and we were angry. At first, we talked a lot about what we saw. But in the end, we returned to the center without speaking. Perhaps the same experience happened to the two girls in the picture. They were going to play, and all of the sudden they did not find the place that carries so many memories for them.

"With Our Ideas, We Take Our Portraits" is a photography discussion group based at Lajee Center, a community-based organization in Aida Refugee Camp, Bethlehem, the West Bank.

Yasmeen Saleem, 16, was born in Amman, Jordan, and continues to live there, but her family is from Beit Mahsir, a village in the Jerusalem district that was destroyed and depopulated in 1948. She hopes to study to become an architect, and she also enjoys writing and photography. She visits the West Bank every year, during which time she is active with Lajee Center.

Mohammad Al-Azza, 22, is the director of the Media Unit at Lajee Center. He is a winner of Al-Awda awards from Badil Resource Center for Palestinian Residency and Refugee Rights for his photography and for his documentary “Everyday Nakba.” This documentary is about the crisis of water in Aida Refugee Camp, where he was born and raised. His family is from the village of Beit Jibreen, in the district of Hebron.

Areej Asad, 16, was born and lives in Bethlehem, Palestine, though her family is from the village of Beit Mahsir. She hopes to study pharmacy, and she enjoys photography, writing, athletics, and Palestinian traditional dance. She has been involved with Lajee Center for many years.

Viewing all 6235 articles
Browse latest View live