تعلن الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية عن بالغ فرحتها لتأكيد اللواء عمر سليمان على ترشحه لرئاسة الجمهورية، بعد شهر من التردد، وسرورها الشديد لسماعها أخبار نجاحه في استكمال أوراقه اليوم، بحيث أصبح مرشحاً رسمياً بالفعل. وتؤكد الجبهة على أنها تعتبر اللواء عمر سليمان أفضل مرشح للثورة المصرية، ولا ترى أي سبب معقول لتخوفات الحركات السياسية من ترشحه وإمكانية فوزه، بل على العكس، نحن نتمنى أن يفوز.
فاللواء عمر سليمان قاد المخابرات العامة، أي "الجهات السيادية،" أي المؤسسات التي لا يحق لنا النطق بإسمها، في أثناء قيام هذه "الجهات السيادية" باستجواب رجال المقاومة من كل نوع بالنيابة عن المخابرات الأمريكية، وعندما وضعت هذه "الجهات السيادية" عدداً من السجون المصرية تحت إمرة المخابرات الأمريكية فيما عرف عالمياً بفضيحة سجون الظل أو الشبحية (وكان في مصر أكبر عدد من هذه السجون طبقاً لصحيفة الجارديان). هذا بخلاف تورطه في فضيحة بيع الغاز لإسرائيل بعشر ثمنه، وإبرام اتفاقية الكويز مع إسرائيل، وهي اتفاقية تعاون صناعي، وإقامة الجدار الفولاذي الذي ساهم في إحكام الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، والضغط على حركات المقاومة الفلسطينية وابتزازها من أجل أن ترضخ لشروط إسرائيل وتسلم الحكم في غزة لسلطة أبو مازن، ومحاربة حزب الله أثناء الحرب الأسرائيلية على لبنان، وضياع ملف النيل وما تبعه من ضياع أمن مصر المائي، وغير ذلك من القضايا التي دمرت مصر تماماً على مدار العقدين السابقين، مما أدى إلى ثورة الشعب على نظام مبارك.
باختصار، يجسد اللواء عمر سليمان النظام السابق كما لا يجسده أي شخص في العالم كله، ولا حتى حسني مبارك نفسه. وعليه فإنه الشخص الوحيد الذي يستطيع بمجرد ترشحه للرئاسة أن يعبئ الحركة السياسية ضده، من أقصى يمينها إلى أقصى يسارها، ويوحدها تماماً بعد أن انقمست على نفسها وتفتت. وهو الشخص الوحيد الذي يمكن لفوزه أن يسقط النظام كله بالفعل، لا رأس النظام فحسب كما حدث في ثورة يناير. بمعنى آخر، هو من وجهة نظر ثورية بحتة "رجل كله بركة". ولقد بدأت بركاته تهل بالفعل حيث فضح ترشحه للرئاسة هزلية مسرحية الرئاسة وتسليم السلطة التي يتم الآن بثها على كل التليفزيونات، وعليه نجح في خلال ساعات من دخول موكبه العسكري الفاضح إلى مقر لجنة الإنتخابات في هز عرش أكبر مسرحية للتدليس على الشعب المصري بعد شهور من فشل كل المحاولات لفضحها بسبب مشاركة بعض مدعي الثورة والمحسوبين عليها.
ومن هنا ننتهز هذه الفرصة لنبارك للحركة الثورية على هذا التطور الإيجابي.
نشكرهم على شحن الحركة الثورية مرة أخرى، ونشكرهم على فضح مسرحية تسليم السلطة بهذا الشكل، ونشكرهم على تقديم ترشحه للجمهور على ما أتى به من تشويق وإثارة، كما لو كان مشهداً من أحد أفلام "الأكشن الأمريكية" ونشكرهم على موكبه العسكري، وعلى عدم قدرتهم اطلاقاً على إبداع فيلم انتقالي آخر لا يفضح إنكارهم لحدوث ثورة وتآمرهم عليها بهذا الشكل...وتطول قائمة أسباب امتناننا لهم على ترشيح هذا الرجل دون غيره وبهذا الطريقة المفضوحة.
ونؤكد أن حجم الحركة السياسية على اختلاف طوائفها الآن يبلغ على أقل تقدير عشرة أضعاف حجمها أيام المخلوع، وهي أيضاً حركة أكثر شجاعة بكثير، ومن المستحيل أن يهزمها النظام الحالي بخطة ترتكز على كل هذا الغباء السياسي.
ًلا تقلقوا فهذا خبر سار، ومبروك لكم مقدماً.
[اضغط هنا للحصول على البيان.]