سررت بإجراء هذه المقابلة مع وائل جمال، أحد أكثر الصحافيين المطلّعين والموثوق بهم، والذييتطرق، من وجهة نظر نقدية، إلى المتغيرات السياسية والاقتصادية في مصر. يقارب وائل في هذه المقابلة الوضع الإجتماعي والإقتصادي الملّح الذي قلّما تتم مناقشته والذي أثار احتجاجات 30 يونيو والأحداث التي أعقبته؛ بداية في ظل حكم الإخوان المسلمين ومؤخراً في ظل التكتل الرخو المناهض للإخوان المسلمين الذي يتشكّلالآن. إن أكثر ما يبرز في هذه المقابلة هو دور علاقات وآفاق ثنائية العسكر- الأعمال بالنسبة للتغير في السياسات الإجتماعية والإقتصادية على ضوء التزايد الظاهر لتأثير الرساميل.
إن التنبيه الذي يعود وائل جمال يعود إليه مراراً، يتعلق بالفرصة الأوسع المتاحة الآن لمختلف القوى الإجتماعية لممارسة ضغط على الحكومة ومواجهة السياسات الإقتصادية النخبوية. ومع ذلك فإن هذا ليس بالنضال الذي يمكن تحديد محصلاته مسبقاً. كما يتطرق إلى عدد من المؤشرات التي يجدر تتبعها في الوقت الذي تتشكل خلاله الحكومة، وكذلك في الوقت الذي تتسع به دائرة المعركة حول إرشاد وتوجيه سياسة مصر الإقتصادية، بما يتعلق بالسياسات الإقتصادية، وقروض و"حزمات" صندوق النقد الدولي، وأخيراً بالنسبة لإدارة الدعم الإقتصادي.
عدّد وائل عوامل مهمة عملت على تزايد النفور من الإخوان خلال العاميّن التاليين لعزل مبارك، ويعامل هذا النفور والمعارضة على أنها ستشكل،على الأغلب، قوة ضاغطة على الحكومة الحالية وحلفائها أياً كانوا، باتجاه تأكيد المطالب لتحصيل حقوق إجتماعية وإقتصادية لشريحة أوسع من السكان. ويحدد علاقات هامة واستراتيجية تجمع بين العسكر ومصالح الأعمال الكبرى في معادلات ممكنة للحكم الحالي، إلا أنه لا يقلل من قابلية شرائح حركة الإحتجاج من غير الفلول في دفع مطالبها الأساسية قدماَ.
وائل جمالهو صحافي مصري في جريدة “الشروق” في القاهرة. يكتب عادة عن المجتمع والسياسة المصرية، وخصوصاً السياسة الإقتصادية.